الاثنين، 19 أكتوبر 2009

موريتانيا ورحلة الفراغات



موريتانيا ورحلة الفراغات

بقلم: أحمد ولد جدو



منذ أستقلال الدولة الموريتانية الحديثة لم تعش موريتانيا في تاريخها السياسي حقبة ديمقراطية إلا في فترة واحدة . وهي ما تسمي بالزمن الجميل, فترة أب الأمة الموريتانية المختار ول داداه, بغض النظر عن فترة الرئيس المؤتمن التي كانت أقرب إلي الديمقراطية أو بصورة أوضح ... شبه الديمقراطية..
فبالرجوع إلي فترة الأستقلال وبداية ميلاد الدولة بعد مخاض عسير و بفضل جهود الأب الحنون بدأت موريتانيا بفئة من رجال هذا الوطن, وكلهم يرسم رسما كاريكاتيريا في خياله لدولة لا تمتلك أبسط مقومات البقاء, لكن الشعب لم يتفهم مفهوم الدولة, إذ ينحصر تفكيره علي الحيز القبلي الضيق,, لكن الرئيس المختار ول داداه ظل يناضل و يؤمن ببناء هذه الدولة, فنجح بوضع اللبنة الأولي, لكن الأبناء خانوه وحين اشتد ساعدهم رموه....
تغير كل شيئ وصار كل من هب ودب ينهش في جسم الوليد الذي لم يفتأ بعد, توالت الأنقلابات العسكرية وكلها تعد بجنة الخلد..
كان الشعب المسكين الذي يقبع في الجهل والفقر والتخلف لا يعبأ لشيئ, يكتفي فقط بالأسعافات الأولية التي لا يصل إليه منها إلا الفتات المتساقط وراء المتحكمين في أمره الواصلين إلي تلك المرتبة بفضله...
كانت هناك القلة التي تؤمن بالنضال, فمنهم من أسكت بعرض من الدنيا ومنهم من أسكت بقطع لسانه,,
عرفت هذه الأعوام بعصر الغياب الديمقراطي, إلي أن بدأ عصر شبه الديمقراطية أو الديمراطية الدكتاتورية التي بدأت عام 1991 والتي أبتدعها العقيد معاوية ول سيد أحمد الطايع,
لكن الطامعين الذين يبحثون عن موضع قدم علي جسم هذا الوطن لم يرضو بالنصيب الذي كان يرمي إليهم من أشلاءه, فقادو أنقلابا عسكريا أو تصحيحا علي حد قولهم, وبذالك أنهو حقبة العقيد التي دامت أكثر من عقدين من الزمن,, ونقف علي أكبر إنجاز في هذه المرحلة وهو تعديل الدستور بما يواكب بعض تطلعات الشعب, كتعديل فترة الرئيس...
بعد ذالك تم إجراء أنتخابات نزيهة علي مستوي صناديق الإقتراع فقط, لكن علي مستوى شراء الذمم ورشوة رؤساء القبائل والكثير من التجاوزات التي يقف ورائها العسكر الذي لم يقبل الإنسحاب وطي صفحته السوداء..
وصل الرئيس المؤتمن إلي سدة الحكم وسط إشادة دولية بالتجربة الموريتانية الوليدة, ووسط تساؤلي داخلي ....كيف وصل هذا الرجل إلي القصر الرمادي......
شهدنا في هذه المرحلة حرية في التعبير لم يشهدها العالم العربي في يوم من أيامه صاحبتها أزمات إقتصادية خانقة وتردي المستوي المعيشي لدي المواطنين, وشهدنا أيضا البرلمان يقوم بدوره بشكل بطولي الذي تعودنا علي أنه...لايري...لايسمع...لايتكلم,
عشنا تلك المرحلة بإستغراب وكأننا في حلم وردي, لكن الحال لم يستمر..........
عادت موريتانيا كعودة حليمة إلي عادتها القديمة,,,,,,,,,,
أنقلاب عسكري يقوده الجنرال محمد ول عبد العزيز الذي كان يعتبر الفاعل الاساسي في الأنقلاب قبل الأخير والفاعل الرئيسي في وصول الرئيس المؤتمن إلي الحكم,
كان عام تناقضات والشارع الموريتاني المتنبأ دائما بالأحداث خانته فراسته هذه المرة,,
بدأت الأزمة السياسية تجتاح البلاد إلي أن وصلت إلي حد نزول المتظاهرين إلي الشارع كنوع من الأحتجاج لأول مرة علي السلطة لأننا تعودنا علي مسيرات الدعم والمساندة لفخامة رئيس الجمهورية, ظلت نار المظاهرات مشتعلة والمجتمع الدولي يهدد بالعقوبات إلي أن وصل أطراف الأزمة إلي حل في دكار عاصمة السنغال الدولة الشقيقة بعد تجاذبات عديدة وبعد فشل القذافي في حل الأزمة قبل ذالك..
نظمت الأنتخابات ونجح رئيس الفقراء كما كان متوقعا وكأننا في دراما مكسيكية ينتصر البطل فيها في الحلقة الأخيرة...
مسك ول عبد العزيز زمام الأمور ووعد بالقضاء علي الفساد..والفقر..والجهل..والتخلف..ووعد بصنع موريتانيا الجديدة......طرق معبدة...ناطحات سحاب ......الخ
لكن الحال لم يتغير والفساد مازال مستشريا في أموال الشعب الذي يعيش الفقر المتقع, الفقراء يزدادون فقرا والأغنياء يزدادوون غني...فهل نسي أو تناسي الذي من سمي نفسه رئيس الفقراء الشريحة التي حمل لقبها ووعدها بتغيير شكلها ولو قليلا,
الشريحة الأهم في المجتمع رجال المستقبل,,,الطلاب,,,,يعيشون حالة أنتظار المجهول لا تعليم.....لارعاية.......لاأهتمام......لاتوظيف.......الخ,
إلي متي........؟؟؟؟؟
لابد للرحلة من نهاية ولو دامت لغيرك ماوصلت إليك..,
أحمد بن جدو....طالب جامعي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أضف تعليق