الأربعاء، 16 يونيو 2010

عام على انتخابات 6/6 المؤجلة....النظام والمعارضة ...عام من الأزمات المفتوحة

أضيفت يوم 7/6/2010
أمس الأحد 6/6/2010 أطفأت الانتخابات المؤجلة شمعتها الأولى،وأصبحت مجرد يوم باهت من لائحة الأيام الطويلة التي مرت على الموريتانيين دون أن تغير الكثير من ظروف الحياة،وإن حملت بعض الوعود البراقة.
التي كان من المنتظر أن تكون حلقة من أزمة سياسية خانقة للغاية،في ظل إصرار من نظام الرئيس محمد ولد عبد العزيز على الوصول المدني إلى الحكم بعد أن فشلت محاولاته للاستقرار بالبزة العسكرية،تعود اليوم مجرد ذكرى بسيطة،ربما لايتذكر ولد عبد العزيز نفسه أن هذا اليوم كان سيمثل يوما عصيبا بالنسبة للموريتانيين،حيث كانت المعارضة تدرس التصدي بكل ما أوتيت ’’ من حيلة وقوة’’ لتلك الانتخابات ولئن أدى ذلك إلى ’’ إحراق مقرات الاقتراع’’ والعصيان المدني المفتوح.
ماذا بقي من 6/6
اليوم وبعد أن استطاع الرئيس محمد ولد عبد العزيز ’’ العودة المدنية’’ إلى كرسي الرئاسة عبر اتفاق دكار،وعبر صناديق اقتراع رأت المعارضة أنها ’’ زورت إرادة الناخبين’’ لاتزال أشياء كثيرة من روح /6/6 عالقة في انتظار جواب واضح على أسئلتها الكثيرة.
هل نجحت المعارضة في هزيمة ’’ الجنرال محمد ولد عبد العزيز’’ وهل نحج الحصار والرفض الدولي في هزيمة مشروع ’’ البقاء المدني ’’ لقادة المؤسسة العسكرية في السلطة.
وأكثر من ذلك يبقى السؤال مطروحا عما إذا كان النظام نفسه قد حقق أدنى جزء من وعوده الانتخابية،وهل جلب ’’ الأمن والغداء والعافية’’ للناس بالفعل،وهل ’’ حارب الفساد،وهزم المعارضة’’.
أسئلة 6/6 هي أجوبة شرعية المعارضة والنظام على حد سواء،فعلى مستوى النظام كان الرئيس محمد ولد عبد العزيز ورفاقه العسكريون الرابح الأبرز من تأجيل الانتخابات الرئاسية عن موعدها والتخلي عن ’’ ترنيمة 6/6’’ لصالح حل أكثر "براغماتية" وإن بدا ’’تنازلات مذلة ’’ من النظام الحاكم.
لقد أنقذ انتخابات 18/7/2010 الرئيس ولد عبد العزيز من مأزق 6/6 حيث كان سينافس ظله السياسي في أحسن الأحوال،وسيقابل من المجتمع الدولي برفض قاطع لتلك الانتخابات التي كانت المعارضة تعتزم مقاطعتها بشكل قاطع وفي أحسن الأحوال ’’ التشويش عليها داخليا’’ ليجد النظام فرصة في جر المعارضة إلى سباق انتخابي أخذ له العدة السياسية والمادية وحتى الإدارية.
خرج النظام منتصرا بقوة،فلم تكد صحائف اتفاق دكار تجف حتى بدأ التفكك يدب بسرعة إلى المعارضة لينسحب الإسلاميون باتجاه مرشحهم محمد جميل ولد منصور ...وليواصلوا بعد ذلك مسلسل الابتعاد عن المعارضة،وإن أصروا في كل مرة على أنهم جزء من المعارضة،ولكنها ’’ معارضة ناصحة’’ ...المعارضة نفسها وجدت نفسها أمام مأزق المرشح قبل أن تفتح المجال لقادتها بالترشح للرئاسيات لتشتت أصوات ناخبيها بين مرشحين تقليدين خاضو أكثر من سباق رئاسي دون إمكانية الوصول إلى السلطة.
النظام الذي خرج منتصرانسي وعوده السياسية والاجتماعية بسرعة،فباكرا طويت صفحات اتفاق دكار ولم يعد ذلك الاتفاق يمثل أي شيء بالنسبة للنظام،أو على الأقل لم تعد بنوده التي تنص على الحوار ملزمة بالنسبة لنظام عاد إلى وضعه المدني بعد صراع مع خصوم أشداء.
كما أن وعود النظام بتحسين الظروف المعيشية للمواطنين،لم تكن أكثر من سراب سياسي، فسرعان ما تفاقمت الأزمة المعيشية وارتفعت أسعار أهم المواد الأساسية ارتفاعا جنونيا،ليمهد كل ذلك لأزمات اجتماعية خانقة،بدأت مع إضرابات عمالية متعددة،قبل أن تتفق الأزمة عن مشكل الحمالين ذي الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والحقوقية.
قدرات الدولة الموريتانية لاتزال هي الأخرى موضع جدل كبير ..فلم تكن الانتخابات الرئاسية المنبثقة عن اتفاق دكار كافية،لاستدرار الجيب الدولي،وشيئا فشيئا تكشف الدولة الموريتانية عن عجز كبير يهدد عددا من مؤسساتها الرسمية،والعمومية.
الأزمة السياسية للنظام بدأت تأخذ جوانب أخرى مع بروز مشكل التعريب بين مطالب جمهور واسع من المواطنين ومخاوف شريحة رأت في التعريب شبح الإقصاء،ليدخل النظام في امتحان ’’ توحيد الخطاب الرسمي لأعضاء الحكومة’’ عندما يفتح الوزير الأول باب أزمة،ليغلقها وزير التعليم بباب أزمة أخرى.
مشكل الأمن هو الآخر لايزال يطرح نسفه بقوة،رغم أنه كان أحد أبرز وعود الرئيس محمد ولد عبد العزيز،’’ فالإرهابيون نجحوا بقوة في اختطاف رعايا غربيين في عمق الأراضي الموريتانية’’ واستطاعوا أكثر من ذلك ’’ قتل مواطن غربي في قلب نواكشوط’’ ولايزالون يشكلون تهديدا قويا للنظام وسلطاته الأمنية،ذلك التهديد الذي لم تقض عليه الأحكام الصادرة ضد المعتقلين السلفيين ولا حتى الحوار الذي قاده علماء موريتانيين برعاية رسمية من النظام.

المعارضة ...وسياسة ردة الفعل
بحسب مراقبين للمشهد السياسي في موريتانيا فإن حظوظ المعارضة في ترسيخ وجودها وخطابها السياسي ستكون أحسن لو أن النظام أصر على السير في انتخابات 6/6/2009،ولو أنها كانت أكثر صرامة في اتفاق دكار.
غير أن المعارضة التي احترق الكثير من أوراقها الداخلية قبل ’’يوم الصلح في دكار’’ لم تحظ بنجاحات كبيرة من تأجيل 6/6
فعلى الصعيد الداخلي تظهر المعارضة الموريتانية في أضعف حالاتها السياسية،محاصرة بأزمات داخلية متكاثرة،أبرزها أزمة زعامة بين الرئيس مسعود ولد بلخير الحاصل على أكبر نسبة تصويت في الانتخابات الر ئاسية المنصرمة،والرئيس أحمد ولد داداه صاحب التمثيل الأكبر في البرلمان،وهي أزمة حاصرتها المعارضة بإنشاء منسقية المعارضة،دون أن تتمكن هذه الأخيرة من ’’حل كل أزمات المعارضة’’.
وحتى على مستوى الخطاب الرسمي لاتزال المعارضة تفقد بشكل متواصل بعضا من أبرز محاور خطابها السياسي،خصوصا ما يتعلق بقضية فلسطين التي يحاول النظام أن يظهرها جزء من ملامح صورته الخارجية.
كما أن مسلسل النزيف الداخلي للمعارضة لايزال متواصلا،فبعد انسحاب حزب تواصل،بدأت أطراف معارضة – وخصوصا الأطراف الخارجة للتو من السلطة – تتحدث عن ضرورة الحوار مع النظام،والتمهيد لمرحلة جديدة.
المعارضة نفسها لاتزال عاجزة عن تحقيق كثير من أهدافها،فبعد رفض الاعتراف بالنظام بدأت ’’تعترف بالأمر الواقع’’ وبعد أشهر من التهديد بالإطاحة بولد عبد العزيز لايزال هذا الأخير على ’’ حالة سالما مطمئنا’’
غير أن كل أوراق المعارضة لم تحترق لحد الآن فلايزال النظام ’’ناجحا بقوة ’’ في تقديم ’’ هدايا الأزمات للمعارضة’’ ..فالأزمات الاقتصادية والأوضاع المعيشية للنظام لاتزال في تفاقم كامل،والسياسية الخارجية للنظام لم تنجح بقوة في تجميل صورته لدى العالم،رغم انفتاحه على المعسكر الأكثر تناغما مع الخيارات الشعبية
كما أن ’’ مشكل بروكسل’’ لايزال يوفر للمعارضة وبقوة ورقة ضغط قوية،ووسيلة لمحاصرة النظام الذي يبحث عن تمويل تعتقد المعارضة أن ’’إشراكها في الشأن السياسي’’ هو البوابة الأولى نحو المال المطلوب.
لم يتغير شيء كثير على مستوى حياة الناس بعد 6/6/2009 ولايزال الزمن الموريتاني يؤكد أنه لايغير ما بأحوال الناس من سوء وضعف اقتصادي وإن كان زمن انقلابات سياسية واجتماعية.
يبقى السؤال المطروح هل ستكون الأحوال السياسية أسوء مما هي عليه الآن لو أن النظام الحالي أصر على السير منفردا إلى ولوج انتخابات 6/6/2009 ..وما الذي سيتغير في البلاد لو كان 6/6/2009 يوما مجيدا لدى الأغلبية،ويوم انقلاب مدني لدى المعارضة.



المشكل الاقتصادي والأزمات الاجتماعية،وجه كبير من أوجه عام كامل على ذكرى 6/6 التي كان من المنتظر أن تكون ’’ مجيدة للغاية ’’ عند الأغلبية الحاكمة،ويمكن القول إن كل تلك الأسئلة المعقدة التي تطرحها تلك الذكرى ستبقى تلح على النظام بقوة،وبشكل أخص أمام منتدى المانحين في بروكسل..حيث سيسعى النظام إلى استدرار التمويلات...في وقت تقف فيه المعارضة وأنصارها في الغرب بشكل خاص في وجه ’’تمويل نظام الديكتاتور’’ على حد تعبير المعارضة.

السبت، 3 أبريل 2010

علمتنني الحياة

- تعلمت أنه في كثير  من الأحيان ، خسارة معركة تعلمك كيف تربح الحرب !.
 - لا يجب أن تقول كل ما  تعرف .. ولكن يجب أن تعرف كل ما تقول
 - لا تبصق في البئر ، فقد تشرب منه - يوما
 - ليست الالقاب هي التي تكسب المجد بل الناس من يكسبون الألقاب  مجداً ..
 - تعلمت أنه يوجد كثير من المتعلمين ، ولكن قلة منهم مثقفون.
 - ليس من الصعب أن تضحي من أجل صديق .. ولكن من الصعب أن تجد الصديق الذي يستحق التضحية
 - تعلمت  أن مفتاح الفشل هو محاولة إرضاء كل شخص تعرفه.
- إذا ركلك احد من خلفك ، فاعلم أنك في المقدمة
- من احب الله - ، رأى كل شىء جميلا ..
 - تعلمت  أن الأمس هو شيك تم سحبه ، والغد هو شيك مؤجل، أما الحاضر فهو السيولة الوحيدة المتوفرة ، لذا فإنه علينا أن نصرفه بحكمة.
 - تعلمت  أنه لا يجب أن تقيس نفسك بما أنجزت حتى الآن ، ولكن بما يجب أن تحققه مقارنة بقدراتك
 - تعلمت أنه من أكثر الناس أذى لنا هم الأشخاص الذين أعطيناهم كل ثقتنا ، لأنهم بمعرفتهم أسرارنا يستخدمونها ضدنا يوم نختلف معهم ..
 - كل شئ يبدأ صغيرا ثم يكبر، إلا المصيبة فإنها تبدأ كبيرة  ثم تصغر..
 - الضمير صوت هادىء ، يخبرك بأن احدا ينظر اليك
 - تعلمت  أن النجاح ليس كل شيء ، إنما الرغبة في النجاح هي كل شيء ..
 - تعلمت أن الذي يكون مدخوله مليوناً في السنة لا يعمل 1000 مرة أكثر من الذي مدخوله 1000 في السنة .. السر يكمن في كيفية تشغيل ذهنه .
- الزوجة الوفية هي التي تستطيع أن تزرع الجمال في  قلب الرجل
- ليس العار في أن نسقط .. و لكن العار أن لا تستطيع النهوض.. ..
- يفوح شذى الياسمين و لو دسناه ألف مرة ..
- تعلمت  : أنه إذا لم يجد الإنسان شيئاً في الحياة يموت من أجله ، فإنه أغلب الظن لن يجد شيئاً يعيش من أجله 
-  تعلمت إنه من المخجل التعثر  مرتين بالحجر نفسه
 -  تعلمت  أنه خير للإنسان أن يندم على ما فعل ، من أن يتحسر على ما لم يفعل .. 
 - تعلمت  أن الناس ينسون السرعة التي أنجزت بها عملك ، ولكنهم يتذكرون نوعية ما أنجزته
 - تعلمت  أن هدية بسيطة غير متوقعة لها تأثير أكبر بكثير من هدية ثمينة متوقعة.
- تعلمت أن التنافس مع الذات هو أفضل تنافس في العالم ، وكلما تنافس الإنسان مع نفسه كلما تطور ، بحيث لا يكون اليوم كما كان بالأمس ، ولا يكون غداً كما هو اليوم. 
-  تعلمت  أنه عندما توظف أناساً أذكى منك ، وتصل إلى أهدافك ، بذلك تثبت أنك أذكى منهم.
-  تعلمت  أن الشجرة المثمرة هي التي يهاجمها الناس.
-  تعلمت  أن الإنسان لا يستطيع أن يتطور ، إذا لم يجرب شيئاً غير معتاد عليه.
-  تعلمت أن الفاشلين يقولون : ان النجاح هو مجرد عملية حظ.
-  تعلمت  أن الذين لديهم الجرأة على مواجهة الفشل ، هم الذين يقهرون الصعاب وينجحون.
- تعلمت  أن قاموس النجاح لا يحتوي على كلمتي إذا و لكن.
-  تعلمت  أن المتسلق الجيد يركز على هدفه ولا ينظر إلى الأسفل ، حيث المخاطر التي تشتت الذهن 
- تعلمت  أنه هناك أناس يسبحون في إتجاه السفينة .. وهناك أناس يضيعون وقتهم في إنتظارها.
- تعلمت  أن هناك طريقتان ليكون لديك أعلى مبنى : إما أن تدمر كل المباني من حولك ، أو أن تبني أعلى من غيرك .. إختر دائماً أن تبني أعلى من غيرك.
- تعلمت أن الإبتسامة لا تكلف شيئاً ، ولكنها تعني الكثير. 
- تعلمت  أن كل الإكتشافات والإختراعات التي نشهدها في الحاضر ، تم الحكم عليها قبل إكتشافها أو إختراعها بأنها : مستحيلة.
- تعلمت   أن الفاشلين يقسمون إلى قسمين :قسم يفكر دون تنفيذ ، وقسم ينفذ دون تفكير.  
- تعلمت  أنه يجب على الإنسان أن يحلم بالنجوم ، ولكن في نفس الوقت يجب ألا ينسى أن رجلاه على الأرض .
- تعلمت  أنه من لا يعمل لا يخطيء.
- تعلمت  أنه هناك فرق كبير بين التراجع والهروب.
- الحقيقة الشيء الوحيد الذي لا يصدقه الناس.
- الزواج   جمع وطرح وضرب ....وقبل ذلك قسمة.
- الواجب  ما نطالب به الآخرين.
- التلميذ الفاشل  هو التلميذ الذي يمكن أن يكون الأول في فصله لولا وجود الآخرين.
- الزواج  هو الموضوع الوحيد الذي تتفق عليه جميع النساء ويختلف عليه جميع الرجال.
- النساء  أكثر المخلوقات ثرثرة , ومع ذلك فهن يكتمن نصف ما يعرفن.
- اللباقة  هي القدرة على وصف الآخرين كما يرون هم أنفسهم.
- علم النفس  العلم الذي يذكر لك أشياء تعرفها فعلا بكلمات لا تستطيع فهمها.
- الصبر فن إخفاء نفاد الصبر.
- الزوج رجل يطلب من زوجته أن تكون مثالية إلى الحد الذي يجعلها تغفر له أنه ليس مثاليا.
- الرجل المتفائل هو الذي يترك محرك سيارته دائرا وهو ينتظر زوجته عند دخولها متجرا لشراء إحدى الحاجات.

نقاش رسالة دكتوراه فى جامعةسعودية لموريتانى فى العدالة

احتضنت جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية بمدينة الرياض في المملكة العربية السعودية مساء الثلاثاء (2/3/2010) مناقشة بحث لنيل درجة الدكتوراه في العدالة الجنائية، بعنوان "الجرائم المضرة بأمن الدولة الداخلي وعقوباتها في القانون الموريتاني"، دراسة تأصيلية مقارنة، قدمه أحد الطلاب الموريتانيين الدارسين في هذه الجامعة.
الأطروحة التي قدمها الطالب الموريتاني محمد بن محمد سالم بن عدود نالت إعجاب اللجنة المناقشة، حيث أثنت عليها ومنحتها مرتبة الشرف الأولى مع التوصية بطباعتها.
وقد حضر المناقشة جمع كبير من أطر وأعيان الجالية الموريتانية في الرياض؛ من بينهم السفير الموريتاني في السعودية د/ محمد محمود بن عبدالله بن بيه، وعدد من أعضاء السفارة، والشيخ إبراهيم بن يوسف بن الشيخ سيديا، والمشرف على الرسالة ـ وهو موريتاني ـ الأستاذ المشارك ورئيس قسم النشر في جامعة نايف للعلوم الأمنية د/ محمد عبد الله ولد محمد أمات، ومهندسون وأساتذة موريتانيون في جامعتي الإمام، والملك سعود.
قدم الباحث في رسالته دراسة تأصيله من الكتاب والسنة وتطبيقات وآراء الصحابة ومن بعدهم من علماء المسلمين، مع مقارنة تفصيلية متوازنة بفقه الشريعة الإسلامية مع التركيز على المذهب المالكي، متناولا في الفصل الأول مشكلة الدراسة وأبعادها، كما قدّم في الفصل الثاني فكرة عن جرائم أمن الدولة في الشريعة والقانون، وتناول في الفصل الثالث بالتفصيل الجرائم المضرة بأمن الدولة الداخلي، أما الفصل الرابع فقد فصل فيه القول في عقوبة الجرائم المضرة بأمن الدولة الداخلي، وقدم في الفصل الخامس الخلاصة وأهم النتائج التي كان من أبرز ها:

1. أن هذا المصطلح (جرائم أمن الدولة) – بمفهومه العام – يصدق في الشريعة الإسلامية على: مجموعة من الممارسات الإجرامية التي يغلب عليها الطابع الجماعي، وتستهدف تهديد كيان الدولة ووحدتها وإحداث بلبلة في المجتمع بالطعن في ثوابته الفكرية والعقدية وضرب مؤسساته ومصالحه السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

2. أن جرائم البغي والحرابة والردة تمثل كل واحدة منها مظلة يدخل تحتها الكثير من الجنايات المضرة بأمن الدولة الداخلي في الشريعة الإسلامية.

3. أن الإضرار بالأمن الداخلي – في نظر الشريعة الإسلامية – أخطر من الإضرار بالأمن الخارجي، عكس ما ذهب إليه بعض القانونيين.

4. أن الجرائم المضرة بأمن الدولة الداخلي في القانون الجنائي الموريتاني تعود إلى: الاعتداء، والمؤامرة ضد النظام الدستوري أو الوطن أو السكان، والمساس بسلامة أرض الوطن، وتجنيد أو استخدام أو تزويد قوات مسلحة أو العمل على ذلك بدون أمر أو تصريح من السلطة الشرعية، والممارسة أو الاحتفاظ بأي قيادة عسكرية أيا كانت دون وجه حق أو دون سبب مشروع، توجيه طلب أو أمر أو استخدام قوات لمنع تنفيذ القوانين الخاصة بالتجنيد أو بالتعبئة، ترأس أو قيادة أو إدارة أو دعم العصابات المسلحة أو حركات التمرد، إقامة حواجز أو معاقل لعرقلة أو إيقاف القوى العمومية أو الحيلولة دون مباشرة أعمالها، أو المساعدة على إقامتها، ومنعَ استدعاء القوى العمومية أو جمعها، وتسهيلَ أو تحريضَ تجمع المتمردين؛ وقد رُصدت لهذه الجرائم عقوباتُ: الإعدام، والأشغال الشاقة، والسجن والحبس، والمنع من الإقامة، والحرمان من بعض الحقوق، والمصادرة.

5. أن أحكام الجرائم المضرة بأمن الدولة تنفرد بجملة من الخصائص، من أبرزها: الصياغة المرنة، وطبيعة النشاط المجرَّم، وتجريم الامتناع عن التبليغ، والإعفاء أو التخفيف من العقوبة بالنسبة لأول المبلغين من الشركاء في الجريمة.

6. أن القانون الجنائي الموريتاني يمتاز عن أغلب التشريعات العربية والإسلامية باعتبار الشريعة الإسلامية مصدره الاحتياطي الوحيد.

7. أن الشريعة الإسلامية انفردت بتجريم زعزعة الأمن فكريا وعقديا؛ باعتبارها مضرة بأمن الدولة الداخلي.

8. أن الشريعة الإسلامية امتازت عن القانون بتقليص العقوبة من ناحية الكيف والمحافظة على مقدارها من ناحية العدد كمظهر من مظاهر التخفيف الناتج عن قيام الظرف المخفف بالجاني.

9. سلطت الشريعة الإسلامية الظروف المخففة على حالات من صميم الجرائم المضرة بأمن الدولة الداخلي كما هو الحال في جريمة (الحرابة)، أما القانون فإنه قد قصر الظروف المخففة على جرائم ثانوية كما هو الحال في جريمة (عدم الإبلاغ)؛ مما يعني أن تأثير الظروف المخففة على العقوبات أعمق في الشريعة الإسلامية منه في القانون.

10. من الفروق الجوهرية بين الشريعة والقانون فيما يخص الإعفاء من العقوبة أن كل أفراد العصابة لو جاؤوا تائبين قبل إلقاء القبض عليهم فإن العقوبة تسقط عنهم جميعا كما نصت عليه الآية. أما في القانون فإن العذر المعفي من العقوبة أو المخفف لها يقتصر على أول من يبلغ السلطات فقط.

وأخيرا خرج الباحث بتوصيات نذكر منها:

1. أن يتم النصُ في القانون الجنائي الموريتاني على تجريم وعقوبة إثارة النعرات المذهبية أو العنصرية أو الحض على النزاع على وجه يعرض السلام العام والأمن الداخلي للخطر؛ باعتبارها من أوجه الإضرار بوحدة الوطن.

2. التقليصُ قدر الإمكان للحالات التي يمكن فيها الحكم بعقوبة (الإعدام) باستثناء حالات الحدود والقصاص.

3. إلغاءُ عقوبة (الأشغال الشاقة) من القانون الجنائي الموريتاني، واستبدالها بعقوبة (السجن) البسيط غير المصحوب بالتشغيل.

4. إتاحةُ فرص عمل للمساجين تتناسب مع قدراتهم البدنية والعقلية ومع ظروف السجن، يَجنون منها مكاسب مادية، وتكون مجالا صحيا لتفريغ الطاقة والوقت.

5. إلغاءُ عقوبة (المصادرة) العامة بشكل مطلق؛ لما تتسم به من الشطط والتهديد المباشر والبعيد المدى للمركز المالي والاجتماعي للمحكوم عليه ولمحيطه الأسري.

المصدر صحراء ميديا

السبت، 23 يناير 2010

سيد محمد ولد سُميدع


بين هذه الربوع تحركت الأحياء من بني يعقوب وتفرعت الفروع عن الأصول فتفرع عن أحمد متاع الله بن يعقوب فرعي أهل أشفغ المختار وأهل محمذن محمود ، وعن أهل محمذن محمود تفرع - والتفريع ليس مشكلا - أهل سُميدع .
محمد الأمين ولد سُميدع "ولد لولادْ " نشأ وترعرع بأرض الكبلة وتنقل حدثا بين الغابة وانكّيكّـمْ و وِرِير وبولنواعْ وتنيّير وانتفاشيت والمبروك حفظ القران ودرس اللغة والفقه فكان له باع طويل فى الفنون ومشاركات فى العلوم له تفسيرات للقرءان واسهامات فى اللغة وشرح على الكفاف مارس التجارة وهاجر إلى الشمال واستقر به النوى فى أطار وكان أول مفتش تعليم فى انواذيبو ، تزوج امرأة من السماسيد رزق منها سنة 1945 بطفل أسماه سيد محمد نشأ كما ينشأ ناشئ الفتيان من قومه فقد علمه أبوه الكثير ،ظهرت عله مخايل النباهة والذكاء حدثا وحين شب عن الطوق ودخل المدرسة نهض بأعباء الأممية
كانت أصداء حركة الزعيم أحمد ولد حرمة وأفكار رابطة " A JM " وحركة النهضة و حزب الاتحاد التقدمي تتردد بين كثبان وكُدى المنتبذ القصي وأخبارثورة الجزائر وثورة مصر تملأ الدنيا و حين بلغ سيد محمد الخامسة عشرة استقل المنتبذ القصي سنة 1960 في ظروف بالغة التعقيد كان استقلالا خديجا قام على اتفاقيات مجحفة مع فرنسا وكأن لسان حال أهله " مالايدرك كله لايترك جله " ولم يدرك الإستقلال كله فقد جاء مشفوعاً باتفاقية 19/1/1961 المسماة باتفاقية الصداقة والتعاون والتي تعطي لفرنسا حق الاحتفاظ بشؤون الدفاع، والخارجية، والاقتصاد والثقافة و ..من المفارقات أن بعثة ذهبت إلى فرنسا للتفاوض بشأن سحب أوتقليص القواعد الفرنسية فرجعت وقد ازدادت القواعد بقاعدة دفاع جديدة فى انواذيبو :
كان كل شئ ناقصا فتولدت الحركة الوطنية ولديها ما تطالب به مختصرا فى الإسقلال التام والذى لا يتم إلا بترحيل الفنيين والإداريين الفرنسيين وسحب القواعد العسكرية وتأميم شركة ميفرما ومراجعة الاتفاقيات مع فرنسا وبعد مؤتمر ألاك و توحيد الأحزاب فى حزب واحد هو "حزب الشعب بدأت جبهة المعارضة في ممارسة العمل السري و شهد الوعي الوطني المعارض دفعاً ثورياً تنامي عبر نشرات ثقافية وإعلامية محددة، فصدرت عن المعارضة مجلة نقابة المعلمين"الواقع" سنة 1962 و"موريتانيا الفتاة" سنة 1964 و"الكفاح" سنة 1967 ثم بدأت الإضرابات العمالية في شركة ميفرما " MIFERMA- 1963
كان الرق مستشريا فى الأرياف والمدن وكانت الطبقية صارخة وكان الإقطاع لاحدود له فى مجتمع لم يعرف يوما الدولة المركزية وكان قادة الدولة الحديثة أمام رهان مستقبل شديد التحدي فالعاصمة خيمة بين الفرنان تعصف بها أرواح الأطماع الخارجية والإستقلال ناقص والفرنسيون هم من يدير كل شئ والشباب الوطني متحمس وعلى وعي كامل بكل مايدور ويغذيه فكر أحمر هو عدو الأمبريالية الأول وجاءت أحداث 1966 العرقية الدامية، ثم توالت الأحداث نكسة حزيران 1967 والثورة الثقافية في الصين وأحداث 1968 في فرنسا، والاتجاه الشعبي لتحرير فلسطين، ثم كانت القطرة التى أفاضت الكأس أحداث " لبطاح " 29 مايو 1968 حيث قتل العمال المتظاهرين في مدينة ازويرات وسقط عمال المناجم وسقط المصطفى ولد الدمين :
أنشأ سيد محمد يحدو وطفق للتنسيق مع رفاقه بهدف وضع أسس صلبة لحركة وطنية " ذات شبكات وخلايا سرية " تهدف إلى خلق وعي جماهيري قادر على إخراج المجتمع من ربقة التخلف الفكري الكامنة في الطبقية العفنة والتبعية الاقتصادية والفوارق الاجتماعية والاستعمار والاستعلاء العرقي وجبروت الأنظمة البوليسية وتهتم بقضايا المواطن الفقير وبقضايا العدالة الاجتماعية والمساواة فكانت " حركة الكادحين " التى استقطبت النواة العمالية من معلمين وعمال وطلبة، كما استغلت الجهة والقبيلة لكسب الأنصار ولجأت إلى الفكر الماركسي لحل المسألة القومية والتركيز في التحليل على الجوانب الاقتصادية وعلى توعية الطبقات المحرومة.
وكان سيد محمد هو الأب الروحي و قطب الرحى وعرف اختصارا ب " سُميدع " كان الشباب يتلقى تعاليمه كان شابا نحيلا وديعا لاتلين عزيمته ولاتفل شباته ويمتلك قدرة فائقه على الإقناع كان بسيطا فى مظهره يلبس دراعة رثة ويربط سروالا مُدخلا " بميش اللّمبه " أحيانا و أحيانا " بتجكريت " وكان رغم ضعف بنيته يتنقل بن مدن وقرى البلاد ويستقطب الرفاق تم فى لقاء " تكمادي " فى " كوركول " تأسيس الحركة وبين سميدع للرفاق معالم الطريق فحملوا المشاعل إلى أرجاء المنتبذ القصي :
محمد المصفى ولد بدر الدين محمدو الناجي ولد محمد ولد أحمد وعبد القادر ولد حماد ومحمد عبد الله ولد حي ومحمد شين ولد محمادُ وأحمدو ولد عبد القادر محمدن ولد إشدو و محمد بن دداه ومحمذن ولد باكا ومحمد ولد باكا وعينينا ولد أحمد ولد الهادي وإبراهيم السالم ولد بوعليبه وحمود ولد صالحي محمد ولد منيّ ومرتودو جوب ومحمد ولد مولود وبدّنْ ولد عابدين يحيى ولد عمارو حمود ولد إسماعيل و يَبّ ولد البشير أحمد ولد حباب ومحمد الحسن ولد لبات و أحمدو ولد حمّد وإسلمو ولد عبد القادر و باه عثمان و جابيرا جاقيلي لمام شريف، جالو لانسانا، أحمدو ولد ميم و با محمود المصطفى ولد اعبيد الرحمن والتجاني ولد كريم ابراهيم ولد حيموده وعبد الله ولد إسماعيل ود. مصطفى سيدات ويب ولد الشيخ البناني وعبد القادر ولد أحمد ولادجي تراوري ودافابكاري ولمرابط ولد حمديت وبا عبدول والطالب محمد ولد لمرابط ويحي ولد الحسن و محجوب ولد بيه و ..
ا ستطاع سميدع أن يوحد الشرائح الوطنية المناضلة في بوتقة واحدة هي بوتقة النضال ضد الإمبرييالة والإقطاع و نجح في جمع الزنوج والعرب وأقنعهم بالنضال من جل وطن موريتاني موحد تحمل سميدع المرض والجوع فى سبيل أهدافه عاش حياة شاقة مليئة بالتعب ولكنه كان ينظم وقته بما يكفي و لم ينشغل يوما بما ينشغل به الشباب من أحاديث وأفعال. :
كانت ماكينة " استنيسيل " تدور و" صيحة المظلوم " توزع
المناشير تتطاير والجدران توشم بالأحمر القاني " تسقط الأمبرالية " " يسقط الإقطاع " " لا للتبعية " أغاني محمد شين تتردد :
" لازم تطيح لمبريالية "
....
قاد سميدع مظاهرات الشمال فى " لبطاح " ازويرات داعيا لتأمم ميفرما MIFERMA ولحقوق عمال المناجم خفض ساعات العمل زيادة الأجور والضمان الصحي فكان ماكان ....
كان سميدع كالشمعة التى تحترق لتضيئ الدرب ساءت حالته وتدهورت صحته فذهب إلى دكار للعلاج ولدكار حكاية غامضة مع السياسين الذين يأتونه للعلاج بدأت مع الأمير محمد فال ولد عُمير وانتهت بالسياسي البارز فاضل أمين وبينهما بسميدع ..
فى السابع من يناير 1970 أسلم سيد محمد ولد سميدع الروح فى دكار فى عنفوان حركة الكادحين وأوج عطائها
ة الكادحين وأوج عطائها

الاثنين، 23 نوفمبر 2009

مدونة الرش1تنشر لقرائها الكرام سلسلة مقالات الفارس الملثم اللذي طالما تعقب خطي أكلة المال العام وفضحهم علي حقيقتهم XولY

لمرابط سيد محمود ولد الشيخ أحمد


من حمحمة الخيل والليل كانت " تمبدغه " على البيداء عاصمة لإمارة مشظوف تلك الإمارة ذات الشوكة والسلطان تأسست في القرن التاسع عشر بزعامة الأمير أحمد محمود بن المختار بن لمحيميد وقد اشتهر بالعدل والسياسة ونفوذ الأمر وصلابة العود توفي سنة1880 م وتأصلت الامارة من بعده في أسرته " أهل لمحيميد " وقد استمرت إمارتهم في الحوض حتى ظهور المستعمر الفرنسي في عهد الأمير اعل محمود।

استقرالمستعمر الفرنسي بمدينة تمبدغة وجعلها حاضرة مستقرة مع مطلع القرن العشرين عندما زحفت القوات الفرنسية على المنتبذ القصي قادمة من مالي، وعقد الفرنسيون اتفاقية مع الإمارة على أساسها يمارس الأمير صلاحياته تحت إشراف الحاكم الفرنسي .
جعل الفرنسيون " تمبدغة " عاصمة للحوضين وكتبوها حسب لكنة الغولواز "
Timbédra " وظلت كذلك حتى الاستقلال حيث تحولت إلى مقاطعة تابعة للحوض الشرقي الذى انفصل عنه الغربي. وتمبدغه مدينة ريفية تعتمد علي تنمية الحيوانات ، و مكان رائد لتجارة المواشي: البقر و الإبل . وعرفت " تمبدغه " ازدهارا كبيرا فكانت عاصمة الفروسية والتراث والفن والأدب و الموسيقى زارها عشاق الطرب وتغنى بها عاشقوها: 

 يسميها عاشقوها باسم الدلع " اتْـنَـيْـبَـه " وأنجبت فطاحل الأدباء كالأديبين سليلي الإمارة الشيخ محمد الامين ولد سيد امحمد و محمد المختار ولد اعل ولد محمود و أمثال ولد تارمبه و مختاري ولد سيد عالي كما أنجبت ساسة وأعيانا مثل بوياكي ولد عابدين و حمود ولد أحمدو، و ..
و أنجبت كبار الأسر الفنية " أهل عوَّ " و " أهل النانه " و " أهل دندني " ..
الشيخ أحمد رجل من أهل سيد محمود ازداد فى العصابة وعمل ترجمانا مع الإدارة الفرنسية " أملاژ " وتنقل مع الفرنسيين مترجما ، أَسَرَتْه " اتنيبه " فاستوطنها وتعرف على أمرائها وأعيانها وأدبائها وفنانيها فاطرح أثقاله واستسلم لسحرها وطاب له الثواء وتزوج امرأة من مشظوف رزق منها فى يوم 15 أكتوبرسنة 1957 بطفل سماه تيامنا باسم ولي الله لمرابط سيد محمود بن المختار الحاجي . و بعد الاستقلال عمل الشيخ أحمد حاكما لمقاطعة تمبدغه .
نشأ الطفل لمرابط فى تمبدغة و شاهَد " اجْريباتْ " أهل لمحيميد سابحات تثير النقع وسمع لعلعة الرصاص فى المناورات و" اخبيط الشاره " وشاهد سباقات الإبل وسمع الفنانين يمجدون الأمراء ويترنمون بأشعار أدباء تمبدغة فى ليالي السمر فى " اتنيبه " . تنقل طفلا بين تمبدغه وانيورْ و اعوينات ازبل ولعيون وباسكنو و چگني والنعمة وزار لعصابة و ....
درس فى تمبدغه و لعيون وتعرف على الفكرالأحمر وداعبت رأسه أفكار " ماو " فأنخرط فى حركة الكادحين بعد الباكالوريا دخل المدرسة الوطنية للإدارة "ENA " وتخرج منها إداريا مدنيا صيف سنة 1981 وعين مباشرة فى أغشت 1981 مديرا للشؤون السياسية بوزارة الداخلية ولم تمض ثلاثة أشهر حتى عين أمينا عاما لوزارة الداخلية أهم منصب فى أهم وزارات السيادة ولما يبلغ الخامسة والعشرين ، وفى سنة 1984 عين أمينا عاما لوزارة الصيد و الآقتصاد البحري واستمر فى المنصب بعد انقلاب ولد الطايع ليعين سنة 1986 واليا لانواكشوط ثم مديرا للإدارة العامة للصيدلة ، وفى سنة 1988 بدأ رحلة الصعود حيث لم يغب تقريبا عن الجلسة الأسبوعية لمجلس الوزاء على مدى عقدين وجلس على كرسي الوزير فى وزارات :
الصناعة و المعادن 1992 - والمالية 1994 - ثم التهذيب -وعين سنة 1996 وزيرا للخارجية - ثم التنمية الريفية - ثم العدل - ثم عين مفوضا للأمن الغذائي – ثم مديرا عاما للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي وبين هذا وذاك جلس على كرسي الداخلية خمس مرات.
مع بداية الديمقراطية كان لمرابط رجل المرحلة شارك فى وضع البرامج السياسية للحزب الجمهوري الديمقراطي الاجتماعي سنة 1991 كا ن عضوا في لجنته التنفيذية و مجلسه السياسي وأُعجب رئيس الحزب الحمهوري معاوية بأدائه الحزبي وأسند له الكثير من المهام الحزبية الصعبة وعندما اكتشف ولد الطايع أنه متخصص فى الشأن السياسي لولاية الترارزه عينه مكلفا بملف اترارزه فكان بوابة الولاية إلى الحزب، وإلى القصر .
كان لمرابط فى جل الإنتخابات وزيرا للداخلية وفى كل الانتخابات كان يتهم بالتزوير الصارخ لصالح لرئيسه وحزبه فكان خصما وحكما .
فى خريف الغضب 2003 زج النظام بالإسلاميين فى السجون وتصاعدت الحملة الإعلامية ضدهم، حدثت محاولة انقلاب الثامن يونيو، فشلت وهرب منفذوها بعدما دمر ولد الطايع دباباتهم .. دبابة دبابة ، قام ولد الطايع بعدها بإقالة الكثيرين ومنهم لمرابط الذي عوقب بالعزل لعدم يقظة قطاعه - الداخلية - إلا أنه فى اجتماع المجلس الوطني للحزب الجمهوري الديموقراطي الاجتماعي الحاكم آنذاك مساء الاثنين 07-07-2003 تم الاحتفاظ به كفاعل في المكتب التنفيذي للحزب مما يعنى أنه لايزال يتمتع ببعض ثقة ولد الطايع، ليعين بعد ذلك فى ديسمبر مديرا عاما للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي.
وفى رئاسيات 2003عين رئيسا لحملة الحزب الجمهوري في " اترارزة" فجاب الولاية شرقا وغربا منبها الجمهور إلى دقة المرحلة داعيا إياهم إلى الإقبال على مكاتب الاقتراع بكثرة يوم 7 نوفمبر والتصويت للمرشح معاوية ولد سيد احمد الطايع، مرشح التشييد والبناء والتقدم والأمن والأمان .
في أركيز خاطبه أحد الشباب :إننا نندد بقوة باعتقال العلماء وإهانتهم وأيا كانت الجهة التي قامت به فقد فعلت منكرا عظيما، إن كان الحزب هو الذي قام به فقد قام بمنكر عظيم، وإن كان ولد الطايع فقد قام بمنكر عظيم وإذا كانت الدولة فقد قامت بمنكر أعظم ..
أما فى أبى تلميت فقد أحضر أحد الحاضرين رزمة من بطاقات التعريف ولوح بها أمام لمرابط وتوعده بأن مجموع هذه البطاقات وغيرها حظ ولد الطايع منها "هو العدم " مادام العلماء فى سجونه الظالمة ..
وفى 29 مارس 2005 أجرى ولد الطايع تغييرا وزاريا على حكومة الوزير الأول اسغير ولد امبارك تضمن استحداث وزارة للنفط و تعيين لمرابط سيدي محمود وزيرا للداخلية .
تصاعد الغليان واحتدم الصراع بين ولد الطايع والإسلاميين وتم إغلاق مؤسسات الإسلاميين وتم إعتقال الكثير من العلماء والأئمة وفي يوم الجمعة 24/06/2005 عقد لمرابط مؤتمرا صحفيا جاء فيه بأن قوات الأمن ضبطت كمية هائلة من الوثائق من إنتاج " الجماعة الموريتانية للدعوة والقتال في بلاد شنقيط " تحتوي على الإرشادات النظرية والميدانية لممارسة الإرهاب بدءا بعمليات التخريب والتفجير وانتهاء بالاغتيالات وعمليات التسميم ،
مضيفا أن قادة إسلاميين ينتهزون فرصة حب الشباب للإسلام من أجل تجنيدهم وضمهم إلى حركات إسلامية متطرفة وجاء على ذكر محمد الحسن ولد الددو، و محمد سيديا ولد أجدود"النووي "،وعبد الله ولد أمينو ، و...
حدث انقلاب 3 أغشت 2005 ولملم لمرابط أوراقه بسرعة ، ظل متمسكا بالحزب الجمهوري وشارك فى مهرجانه الأخير بالنعمة إلا أن صديقه القديم والذي كان تحت وصايته نظريا أيام الداخلية العقيد اعل ولد محمد فال أراد للمرابط دورا آخر ، فتم إنشاء ما يعرف بتجمع الميثاق أو المنسقية الوطنية للمستقلين " مومس " والتى تم اختيار لمرابط رئيسا لها متقدما على منافسه بلاها ولد مكية بنقطة واحدة تتمثل في كون الأخير خارجا للتو من الأمانة العامة للحزب الجمهوري المطاح برئيسه غداة الثالث أغسطس. وتمت تشكلة المكتب الوطنى للمستقلين على النحو التالي :المنسق: لمرابط سيدي محمود ولد الشيخ احمد ، المنسق المساعد: بمبه ولد سيدي بادي ، المنسق المساعد سيدي ولد الداهي ، المنسق المساعد جوب ممادو آمادو ، وقال لمرابط : "إن الدافع من وراء تبني مبادرة المستقلين "هو وعي التجمع لجسامة التحديات وخطورة المرحلة ،الهادف الى تقديم بديل للمواطنين الموريتانيين ،يتمثل في رؤية متأنية لديمقراطية سلسة ،تكرس الوحدة الوطنية ومنفتحة على التشاور أفضل وسيلة للإجماع الوطني الواعي "
وفى 6/2/2007 أعلن لمرابط دعمه للمرشح سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله مؤكدا في كلمته ثقته بأن سيدي ولد الشيخ عبد الله سيكون رجل الحكم المؤتمن الذي سيحقق العدالة الاجتماعية التي يطمح لها الموريتانيون كما أنه الأكثر أهلية لمعالجة إشكالات حقوق الإنسان ومحاربة الفقر مبرزا ثقته أنه سيكون رئيسا لكل الموريتانيين ومطالبا بالتصويت له بكثرة يوم الاقتراع في الحادي عشر من مارس ..
سرت شائعات أنه دعم سيدي بعد صفقة تتضمن انشاء مؤسسة عمومية تدعي الوكالة الوطنية لدعم ودمج اللاجئين، وبتمويل كبير من خزينة الدولة. سيعهد له بإدارتها وستشكل الدعامة التي من خلالها، تنفذ الدولة كافة العمليات المرتبطة بعودة ودمج اللاجئين طبقا لتوصيات الأيام الوطنية للتشاور حول قضية المبعدين. وقالت الشائعات آنذاك أنه سيعين سفيرا فى فرنسا اكراما له على دعم سيدي .
بعد السادس من أغشت و بعد أزيد من اربعة اشهر من الانقلاب ظهر لمرابط فجأة يوم 30 ديسمبر 2008 فى المنتديات العامة للديمقراطية واعتبر حضوره نوعا من المباركة الفرنسية لتلك الأيام التشاورية باعتباره من المحسوبين على فرنسا.
لمرابط سيدي محمود الفتى المدلل ربعة من الرجال بذقن حليق وشارب خفيف يحب أن يلبس دراعة من " سينبلْ " وتيشورت ويحب التجول فى المدائن وسوكوجيم بحثا عن السمراوات بسيارة خفيفة لاتحمل لوحات أرقام معدنية.
رجل مثيرللجدل قيل إن فرنسا كانت وراء تعيينه وأنه رجلها فى موريتانيا كما تتكلم الناس عن علاقته بالمنظمات والدوائر الماسونية ، ويرجع البعض حظوته للغيبيات وأنه مدعوم روحيا من الولي محمذن ولد محمودا والذى كثيرا ما ِريــ ءَ معه ، وقال البعض إن الحظ المحض كان وراءه كما قيل إن معاوية " يدگْدّگْ راصو " على بعض الناس مثل لمرابط و بيجل والشيخ العافية .
- فى بداية التسعينات زار لمرابط " واد الناقه " منسقا للحزب الجمهوري وجامعا الدعم للمرشح لمعاوية وسأل السكان عن مشاكلهم فقالوا نريد كهربة المدينة قال سأبلغ الرئيس مطالبكم ولو أن الكهرباء مكلفة. كان لمرابط يمتطي سيارة " GXR " فارهة " مزالْ إعْليها زازو " قال له محمد عالي ولد دياهي وكان صدّاعا بالحق :" لو أعطيتنا هذه السيارة وبعناها لكفانا ثمنها لإنارة وكهربة الوا د بكامله ".
- بنى لمرابط قصرا جميلا بتفرغ زينه وأثثه من أوروبا فنال إعجاب أحمد ولد الطايع فسأله ذات ليلة أن يبيعه له وإعطاه مبلغا أوليا 150 مليون، ضحك لمرابط قائلا القصر ليس للبيع وفى الصباح قام بتحويل ملكية القصر باسم أحمد ولد الطايع وأرسل له الملكية والمفاتيح.
- يمتلك لمرابط في ضواحي "تنبدغة"منطقة إقطاعية تحتوي على قصره المشيد من المال العام ويتحدث البعض أنه يحتوي فيما يحتوي على صناديق ممتلئة من بطاقات التعريف المزورة عثر عليها بعدإقالته من الداخلية غِبّ انقلاب حنن .
تتحدث الناس عن حفلات باذخة يقيمها على طريق انواكشوط لگوارب " زمن لخريف " تضم المخنثين والمومسات وأهل الفن.
أمواله الثابتة والمنقولة لاتعد ولا تحصى ويمتلك أرصدة كبيرة فى البنوك الخارجية قصوره واقطاعياته وو.........
لمرابط سيدي محمود من أبرز أكلة المال العام والقطط السمان بل هو من تلك القطط السيامية و البورمية المدللة قط دمشقي أثير لعب بالمال العام بلا حساب قد لا أحدثكم عن ثروته ومثالبه فماغادرت نقاده متردما ....
هوالآن يستريح استراحة المحارب ويهيئُ أشرعته لينصبها على الماء فى انتظار هبوب الريح لكن الله لطيف بعباده : " إِنْ يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ عَلَى ظَهْرِهِ "

كامل الود

الخميس، 19 نوفمبر 2009

رائد الصحافة الحرة




حبيب ولد محفوظ


حين رأى الفرنسيون أن مركز " اخروفه " لم يعد آمنا من هجمات المقاومة كانت المذرذره البديل فأقاموا فى " ذات التساقط " سنة 1907 مركزا عسكريا وإداريا ، تقوم المذرذره بين النجد و الغور " العلب والگود" و عرفت قديما باسم الصنگه ويقال إن أصل التسمية الصنگه فرنسي " Cent gas " أي مائة. شخص ، أسس بها الفرنسيون "مدرسة فولانفان للبنين" " Ecole de Garçons M. Follenfant "، التى درس بها أغلب أعيان البلد أبرزهم النائبان أحمدو ولد حرمة وسيد المختار ولد يحيى انجاي .. وشيدوا بها السجن المعروف بـ " كَصُـو " الذى سجن به الكثير من الأعيان أبرزهم امحمد ولد أحمد يوره وكان امحمد ولد هدار يتفيأ ظله صباحا حيث تعلم عليه الشيخ ولد مكي " لغن " ، وإلى مدينة المذرذرة نفت السلطات الاستعمارية الفرنسية الشيخ حماه الله سنة 1926 فقضى بها أربع سنوات وقد نقلوه منها سنة 1930 ، تنقسم مقاطعة المذرذرة في الوقت الراهن إلى خمس بلديات هي: المذرذرة نفسها وبلدية التا گلالت وبلدية ابير التورس وبلدية الخط وبلدية تكنت ، تأسست بها إمارة الترارزة أواسط القرن السابع عشر الميلادي على يد الأميرأحمد بن دمان وعرفت أمراء أفذاذ مثل هدي واعل شنظوره و محمد لحبيب ، وأحمد سالم بن اعلي " بياد " وأحمد ولد الديد ، ظهرت بالمذرذة بها محاظر مهمة كان لها إشعاعها وعرفت قامات علمية سامقة كان لها تأثيرها مثل أحمد بن العاقل وأشفغ لمين ومحنض بابه بن اعبيد ومحمد اليدالي و المختار بن ألما وأحمد البدوي والمختار بن ابلول والشيخ سعد بوه القلقمي .. كما أنجبت أسرا فنية عريقة كأهل مانو وأهل الميداح " أعمر ولد مانو" وأهل انگذي و أهل الببان وأهل اشويخ .. وتعتبر المذرذره هي عاصمة لصقع إيگيدي
و" إِگِـئْـذِ " بالصنهاجية تعني الآبار الطوال بعيدة الماء لينة التراب سريعة الإنهدام وإيگيدي استوطنته مجموعة " تشمشه " منذ قديم الزمان فكان الحاضن لكيانها والمنظم لمنظومة قيمهما المعروفة باتگيدي ،ويتماهي اتكيدي مع الديمين الذى تؤسس له مأثورات منها أن : " استدمين ثلثين منُّ السَّبْلَ و الثلث لَوْخَرْ الاَّ السّبلَ ، ولِمْرُوَّ تَعْكَبْ الصبر , والكذب احرام والحگ ماينگالْ ,و إلِّ گالْ إل فاخلاگ ما يگ فأخلاگُ شِ " ، مالاهي يخْسرْ شِ ويلا اخسرْشِ ما اخْسرْ شِ".
يقال لطبع أهل إيگيدي طبع مُضَّغ القتاد ويقول بداه ولد البصيري رحمه الله لأمر يحتاج التؤدة : " هاذ لابدَالُ من حد گط اسَّـدَّرْ ف " ايروار " يقصد القتاد ، و قد تميزت هذه المنطقة باعتدال المناخ و انتظام المواسم فهي متاخمة للمنطقة الساحلية المنفتحة على المحيط الأطلسي غربا و يحدها من الجنوب نهر السنغال و تطل عليها مشارف الصحراء شمالا فهي متصلة بالمنافذ التي تمر بها المعاملات التجارية و تتوفر فيها تنمية المواشي بأنواعها لما فيها من الماء العذب و الكلأ الطيب و المناخ الصحي و تزخر بغابات القتاد ذات الصمغ العربي و هي أيضا متاخمة للمناطق الزراعية الممتدة على ضفاف نهر السنغال و تستفيد من الممالح المتوفرة بكثرة على المحيط الأطلسي ، ويوصف إيگيدي بأنه على شكل سمكة تمتد من المذرذره و بوسدرة جنوبا إلى إلى تندكسم و تندْ أعمر " احسي السعادة " شمالا ومن تنيخلف شرقا حيث استكف بالغاب العرا إلى بو نبيبيقه غربا إلى تنچغماماچك وآمنيگير في الشمال الشرقي إلى تمغرت في الشمال الغربي ، هو على قسمين في قسمه الشمالي ينبت شجر السيال الطلح و في قسمه الجنوبي ينبت شجر القتاد أيروار و أما من ناحية التضاريس فهو سهل منخفض المستوى تتخلله كثبان ثابتة تفصلها كهوف و وهاد متفاوتة في العمق و الاتساع ,
سيد ولد محفوظ رجل من قبيلة " الگرع " نشأ فى منطقة الساحل وكان من رجال قليلين هم نواة الدرك الوطني الأولى ، قدم إلى إيگيدي واستوطن فى قرية انيفرار " أحسي ميلود " حيث أحياء بني أعمر إديقب من " إدابهم " تزوج سيد ولد محفوظ إمرأة من أولاد أحمد من دمان رزق منها بوم 10 سبتمبر 1960 بطفل وديع سماه لفرط حبه " حبيب " شب وترعرع فى قلب إيگيدي " انيفرار " كان ثلاثي الأبعاد بعد ساحلي الصراحة والتحمل " الگرع " وبعد مغفري قوامه الحيوية والعفوية " أولاد أحمد من دمان " وبعد إيگيدي عمق الغور والرفق وحسن الخلق " إدابهم " ، تزوجت جدته بالشيخ عبد الفتاح ولد الشيخ أحمد للفالي الأبهمي وكان رجلا وجيها فى قومه مهابا واسع التأثير والإفادة في مجتمعه ينصح ويوجه ويسهم في معالجة القضايا وكان ضليعا فى علوم الشرع وكان يعمل فى التعليم النظامي مدرسا فرباه على يده كولده حيث لم يرزق الشيخ عبد الفتاح بالولد ، كان حبيب يتماهى سلوكا وسمتا مع الشيخ عبد الفتاح تماهيا يحسه الوجدان و لاتخطئه العين وقد تلقب بلقبه فكان يلقب بلقب عبد الفتاح " بدَّاح " ، ظهرت على الطفل حبيب مخايل الذكاء وعلامات النجابة و النبوغ ، درس فى مدرسة انيفرار تحت خيمة ، كان معلمه الأول هو الأديب محمد ولد باگا وكان كتابه الأول هو كتاب لاروس " Larousse " الذى جلبه له والده سيد ولد محفوظ ، كان يدرس معه أطفال من أهل " الدوشلية " وكان الطفل حبيب يراهم يذهبون إلى " الدوشلية " التى تبعد عنهم حوالي أربعة كيلومترا ، فيتمنى استغفال " الجد بداح " والذهاب معهم ليرياد ذلك الأفق البعيد فلكم أغرته تلك المغامرة ، مما سيجعله لاحقا يتنقل بين المذرذرة وبوتلميت وبين انيفرار و آشكركط وبوحفره وآبكاك وانياركن والمنار والعارف و امببه وبلشان وجانِ جايْ وبودفيَ وآمنيگير وانْيگننْ وتگرمنت وأبكاك وايكيكَه وانتوطفين وانتوفكت و الگِـلِّي والنمجاط وتنيخلف و بقاس و تنچغماماچك وتندكَسم واسبيخات آوليگات واحسي السعادة والتاگلالت وادوشليّ وباجليلاي وابير التورس و المحرد وانهكارَ و احسي ارحاحله وانبيكت النص و الحرث و احسي ابراهيم و تندغيسات وصولا إلى تگند الجديدة واحسي المختار، شرقا إلى الخط انعيمات واحسي ابيليل والتوفيق إلى برويت غرب ايكيدي: الشارات والرشوش لكراع لحمرو باگوينيتَ وصولا إلى لگوارب إى الكيلومتر 10 و16 والعايدي وانديجه و تنوراتن ولبيرد وانتارش والتوفيق وانولكي وبمبري واعويفي َوامبوس وآمنيدير واحسي عمّار والمبروك وايْشايَ و احسي بلَّ و إنوار و تندهاتَ واحسي ول اندري " المشكور " واحسي الغسالات و الصفا و تيكماطين واحسي اجدعه والخوارة ونبكت لكباش وتگند انخل .. ، فى نهاية الستينات انتقل حبيب إلى المذرذره لإكمال دراسته ، نجح فى " le concours "مسابقة دخول السنة الأولى من الإعدادية فى شهر يونيو 1972 ، وانتقل إلى انواكشوط و درس فى إعدادية البنين بالعاصمة فكان ظاهرة فريدة لازال رفاقه يذكرون ذلك الطفل الظاهرة والذى كان يأخذ العلامة الأولى فى الأدب والأخيرة فى الرياضيات ، ذلك الفتى الذى كان يكتب عشرات السطور دون أي خطإ إملائي واحد ويقرأ قصائد عدة دون أن يلحن ، كتب ذلك الفتى مقالات كان منها مقال أكثرمن رائع نشر فى ملحق يومية الشعب بعنوان رسالة إلى جمل " " Lettre à un chameau ، وكان الأساتذة يلقبونه " فيكتور هيكو " فى السنة الثالثة إعدادية كتب قصيدة حازت على إعجاب الأساتذة وأدرجها المعهد التربوي الوطني ضمن المناهج الأدبية المدرسية ، أنشأ مع زملائه أحمد ولد علي ، ألمين ولد محمد باب ، محمد فال ولد عمير جريدة حملت إسم " Al Anba " والتى وإن كانت جريدة مدرسية إلا أنها حققت انتشارا واسعا فى الأوساط الثقافية
فى يونيو 1976 حصل حبيب " بَدَّاح " على شهادة ختم الدروس الإعدادية " brevet " بإمتياز ، ودخل الثانوية الوطنية ليحصل بعد ثلاث سنوات على شهادة الباكالوريا فى الآداب العصرية الشعبة المزدوجة بتفوق وحصل على منحة دراسية لدراسة السينما فى " آلما – آتا " بكازاخستان رفض " بَدَّاح " تلك المنحة ودخل المدرسة العليا لتكوين الأساتذة " ENS " وتخرج منها بعد سنتين بدبلوم الكفاءة وعين أستاذا فى مدينة لعيون كانت سنوات العيون الأربع فرصة لـ " بَدَّاحْ " ليكتشف البعد الرابع من ثقافة البظان ثقافة " الشرگ " تلك الثقافة الثرية بمدارسها المختلفة ، عرف الأمكنة والأزمنة والتاريخ ومافتئ يعد تلك التجربة من أغنى تجاربه
سنة 1987 حول " بداح " إلى انواكشوط ، ثم انتقل للتدريس فى انواذيب وفى سنة 1988 كتب فى مجلة موريتانيا الغد " Maurtanie-Demain " سنة 1991 مع بداية العهد الديمقراطي بدأولد الطايع باستمالة رؤساء القبائل وأعطى كل رئيس سيارة دفع رباعي من نوع تويوتا كتب " بداح " عن ظاهرة " Toyotaya " تويوطايع ، تم نقله سنة 1991 من انواكشوط إلى أطار ، فى نفس السنة تم إنشاء صحيفة " البيان – al bayane" استدعى الأصدقاء " بَداحْ " فكان على وعد الهوى جسورا صدع بالحق وجعل الدكتاتورية على السفود ، حين اتخذ ولد الطايع شعار :
"le changement dans la stabilité " التغيير فى ظل الإستقرار ، كتب حبيب ساخرا عن :
le changement dans la stayabilité .
غادر " بَدّاح " البيان " مع زملائه بعد أن تراجع مديرها آنذاك عن الخط التحريري الذي انتهجوه منذ البداية وأسس " فى يوليو 1993 صحيفة " القلم - le Calame " واسعة الإنتشار والتى اشتهرت من خلال عموده الأسبوعي " موريتانيد - Mauritanides " منعت القلم من النشر ثلاث مرات وتمت مصادرتها 34 مرة ، فلم يزد ذلك أهلها إلا إصرارا على مقارعة الظلم والإستبداد ، نال حبيب سنة 1995 جائزة حرية التعبير من قبل " تريبيون" فى جنيف " سويسرا "
يقول الإمام بداه رحمه الله عن ولد عدود رحمه الله : إنه فتىً ماشئتَه ، وحبيب ولد محفوظ رحمه الله فتىً ماشئتَه ، تشبع حدثا بأخلاق أهل إيكيدي فكان مرهف الحس موطأ الأكناف حسن السجايا عبقريا لايعيد نفسه بل كل يوم يأتي بجديد كان منجما من النبل والوداعة و كان ضليعا فى لغة موليير أوتيّ ملكوتها وعرف أسرارحروفها وغريبها فكان ينام ملئ جفونه عن شوارها في حين يسهر الخلق جراها ويختصم كان يمتلك فى كتاباته أسلوبا يجمع بين بلاغة الشاعر ودقة الفنان وسخرية الناقد ، فكان يكتب السهل الممتنع من لغة القوم وكان ضليعا فى الفلسفة والتاريخ والأدب وثقافة البظان كان موسوعة بمعنى الكلمة يحفظ " إغنَ ولد أحمد يوره " وولد حامد وول مكي و ...
كان معاوية رغم استيائه من كتابات حبيب يحرص على قراءته كما يقال وله طقوس خاصة كان يبعث مدير تشريفاته ملعينين ولد التومي لجلب " القلم " يجلس على مكتبه يضع علبة سجائر " الدنهيل " ويطلب قهوة ويجلس يدخن فى صمت ويمتص بأهدابه انحناءات ريشة " بَدَّاح" يقطب أحيانا ويغرق فى الضحك أحيانا ويتمى لو طال المقال .
كان حبيب فى مقاله " موريتانيد " كثيرا ما ينتقد ولد الطايع بأسلوب مضحك على أساس أن شر البلية مايضحك _ ومثلك يؤتى منِ بلاد بعيدة = ليضحك ربات الحداد البواكيا ، يتحدث عن ولد الطايع وهو يدخل إلى مطعم " افريسكو" وهو مطعم لبناني يقع جنب المركز الثقافى السوري فى العاصمة قبل انتقاله إلى تفرغ زينه فى التسعينات يتناول ولد الطايع وجبة الفطور .. ، عندما يتحدث ولد الطايع عن موريتانيا وازدهارها يكتب حبيب : أن هنالك موريتانيا أخرى موازية لا نراها؛ ربما هي التي كانت تعنيها قيادتنا الوطنية .. ، ويقول إن الحزب الجمهوري كان أقرب للحزب الوحيد في الأنظمة الشمولية، ولم يكن من المستغرب أن تماثل تركيبته وقاعدته التنظيمية قاعدة وتركيبة " حزب الشعب الموريتاني " و "هياكل تهذيب الجماهير" ولعل تشابه هذه السمات جعل له خاصيتين ينفرد بهما، هما :- كونه قد سبق وجوده ماهيته "على لغة الفلاسفة الوجوديين" - وكونه الحزب السياسي الوحيد في العالم الذي لا يقوم بعمل سياسي " باعتباره حزب السلطة " ، كان يسخر من ظاهرة عدم الإستقرار السياسي ويطلق على تعاقب الرؤساء " الرؤساء الرحل " على غرار البدو الرحل ، من مقولاته : إن الوزير عندنا لا بد أن يكون شخصا نكرة حتى يطمئن سيده ، وقولته المشهورة : "الحرية لا تبلى إلا إذا لم تستخدم".
كثيرا ما ضحك " بداح من حوارذلك الرجل مع الرحالة الفرنسي " سانت اكسبيري " الذى زار المنتبذ القصي فى نهاية الثلاثينات من القرن الماضي وبسبب عطب فني اضطُر لإنزال طائرته في عمق صحراء المنتبذ القصي وبعد فترة من الوحدة والإنتظار مر عليه رجل على دابته متجها لجلب الملح آنسه وقام بمساعدته إلا أن اكسبيري لاحظ أن الرجل لم تثر الطائرة اهتمامه فقال له مزهوا : هل تعرف أني بهذه الأداة الضخمة أطوي من المسافة في ساعتين ما تحتاج أنتَ لقطعه إلى ستة أشهر؟ حينها رد الرجل دون كبير اهتمام بالطائرة:
- وفي بقية الأشهر الستة ما ذا تفعل ؟ - ذلك ما يسميه الباحث "تيودور مونو" "الزمن الكوني " زمن المنتبذ القصي - وفى البحث عن الطريقة التى تفاهم بها الرجلان فإن سانت اكسبيري لا يُرجَّح أن يكون يعرف العربية = الحسانية ومن هنا فالراجح هوأن يكون الرجل يعرف الاثني عشر فعلا التي يقول " بَداحْ " إنها كانت ميزة ظهور الفرانكفونية الموريتانية وسببا أصليا في سوء تفاهم أوربي موريتاني مستديم؟
حبيب هو رائد الصحافة الحرة فى المنتبذ الفصي وكان يملك مقومات الريادة من الجراءة والتواضع والصدق وكان أبا الصحافة الحرة وحاضن جيلها كان يأخذ بيد الجميع ويعلم الجميع ويضع معالم الطريق على درب الحرية
حين أمعن نظام ولد الطايع فى مضايقة الفنانة المعلومة بنت الميداح أنشأ حبيب " نادي أصدقاء المعلومة " ضم المحامى لو گورمو و حبيب ولد همت والكثير من المثقفين وقفوا مناهضين لظلمها مناصيرين لها مما شكل دعما معنويا كبيرا لها ، وقف حبيب من أحداث 1989 موقفا عادلا ووقف ضد تعذيب السجناء السياسيين وتصفيتهم وناصر جميع القضايا العادلة
لم ينل حبيب حقه من التكريم فى بلده رغم أنه كرم فى الخارج أكثر من مرة بل الأنكى والأمر أن يساء إلى ذكراه بوسم موقع للبشمرگه محسوب على محسن ولد الحاج بإسم عموده الخالد " موريتانيد " لكن ليس كل سمي مثل سميه ، يجب جمع أعمال الراحل وترجمتها وإنشاء جائزة بإسمه أو تسمية جامعة أو حتى مدرج بإسمه على الأقل .
لقد قررالإتحاد الأوروبي بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة الذي يحتفل به في 3 مايو من كل عام منح جائزة لحرية الصحافة وتعزيز الديمقراطية تحمل إسمه , تمنح لكل صحافي موريتاني.يساهم بشكل ملموس في تعزيز حرية التعبير والديمقراطية في المنتبذ القصي ، وتتشكل لجنة التحكيم من كل سفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية للإتحاد الأوروبي لدى نواكشوط ، هذه خطوة تذكر لهم فتشكر .

فى الساعة العاشرة والنصف مساء الخميس 31 أكتوبر 2001 أسلم حبيب ولد محفوظ الروح بعد معاناة مع المرض فى مستشفى الرب فى باريس ، وبرحيله فقدت موريتانيا أحد ألمع أبنائها وخسرت الصحافة الحرة أحد أهم أساطينها ، خلف المرحوم حبيب من زوجته تغلة بنت اعبيد اللَّ ثلاث بنات هن : توت و بد وكلثم
ستحدثهن أمهن بلا شك كيف كان والدهن رحمه الله

كامل الود
 منقول عن موقع المشهد الموريتاني