الاثنين، 23 نوفمبر 2009

مدونة الرش1تنشر لقرائها الكرام سلسلة مقالات الفارس الملثم اللذي طالما تعقب خطي أكلة المال العام وفضحهم علي حقيقتهم XولY

لمرابط سيد محمود ولد الشيخ أحمد


من حمحمة الخيل والليل كانت " تمبدغه " على البيداء عاصمة لإمارة مشظوف تلك الإمارة ذات الشوكة والسلطان تأسست في القرن التاسع عشر بزعامة الأمير أحمد محمود بن المختار بن لمحيميد وقد اشتهر بالعدل والسياسة ونفوذ الأمر وصلابة العود توفي سنة1880 م وتأصلت الامارة من بعده في أسرته " أهل لمحيميد " وقد استمرت إمارتهم في الحوض حتى ظهور المستعمر الفرنسي في عهد الأمير اعل محمود।

استقرالمستعمر الفرنسي بمدينة تمبدغة وجعلها حاضرة مستقرة مع مطلع القرن العشرين عندما زحفت القوات الفرنسية على المنتبذ القصي قادمة من مالي، وعقد الفرنسيون اتفاقية مع الإمارة على أساسها يمارس الأمير صلاحياته تحت إشراف الحاكم الفرنسي .
جعل الفرنسيون " تمبدغة " عاصمة للحوضين وكتبوها حسب لكنة الغولواز "
Timbédra " وظلت كذلك حتى الاستقلال حيث تحولت إلى مقاطعة تابعة للحوض الشرقي الذى انفصل عنه الغربي. وتمبدغه مدينة ريفية تعتمد علي تنمية الحيوانات ، و مكان رائد لتجارة المواشي: البقر و الإبل . وعرفت " تمبدغه " ازدهارا كبيرا فكانت عاصمة الفروسية والتراث والفن والأدب و الموسيقى زارها عشاق الطرب وتغنى بها عاشقوها: 

 يسميها عاشقوها باسم الدلع " اتْـنَـيْـبَـه " وأنجبت فطاحل الأدباء كالأديبين سليلي الإمارة الشيخ محمد الامين ولد سيد امحمد و محمد المختار ولد اعل ولد محمود و أمثال ولد تارمبه و مختاري ولد سيد عالي كما أنجبت ساسة وأعيانا مثل بوياكي ولد عابدين و حمود ولد أحمدو، و ..
و أنجبت كبار الأسر الفنية " أهل عوَّ " و " أهل النانه " و " أهل دندني " ..
الشيخ أحمد رجل من أهل سيد محمود ازداد فى العصابة وعمل ترجمانا مع الإدارة الفرنسية " أملاژ " وتنقل مع الفرنسيين مترجما ، أَسَرَتْه " اتنيبه " فاستوطنها وتعرف على أمرائها وأعيانها وأدبائها وفنانيها فاطرح أثقاله واستسلم لسحرها وطاب له الثواء وتزوج امرأة من مشظوف رزق منها فى يوم 15 أكتوبرسنة 1957 بطفل سماه تيامنا باسم ولي الله لمرابط سيد محمود بن المختار الحاجي . و بعد الاستقلال عمل الشيخ أحمد حاكما لمقاطعة تمبدغه .
نشأ الطفل لمرابط فى تمبدغة و شاهَد " اجْريباتْ " أهل لمحيميد سابحات تثير النقع وسمع لعلعة الرصاص فى المناورات و" اخبيط الشاره " وشاهد سباقات الإبل وسمع الفنانين يمجدون الأمراء ويترنمون بأشعار أدباء تمبدغة فى ليالي السمر فى " اتنيبه " . تنقل طفلا بين تمبدغه وانيورْ و اعوينات ازبل ولعيون وباسكنو و چگني والنعمة وزار لعصابة و ....
درس فى تمبدغه و لعيون وتعرف على الفكرالأحمر وداعبت رأسه أفكار " ماو " فأنخرط فى حركة الكادحين بعد الباكالوريا دخل المدرسة الوطنية للإدارة "ENA " وتخرج منها إداريا مدنيا صيف سنة 1981 وعين مباشرة فى أغشت 1981 مديرا للشؤون السياسية بوزارة الداخلية ولم تمض ثلاثة أشهر حتى عين أمينا عاما لوزارة الداخلية أهم منصب فى أهم وزارات السيادة ولما يبلغ الخامسة والعشرين ، وفى سنة 1984 عين أمينا عاما لوزارة الصيد و الآقتصاد البحري واستمر فى المنصب بعد انقلاب ولد الطايع ليعين سنة 1986 واليا لانواكشوط ثم مديرا للإدارة العامة للصيدلة ، وفى سنة 1988 بدأ رحلة الصعود حيث لم يغب تقريبا عن الجلسة الأسبوعية لمجلس الوزاء على مدى عقدين وجلس على كرسي الوزير فى وزارات :
الصناعة و المعادن 1992 - والمالية 1994 - ثم التهذيب -وعين سنة 1996 وزيرا للخارجية - ثم التنمية الريفية - ثم العدل - ثم عين مفوضا للأمن الغذائي – ثم مديرا عاما للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي وبين هذا وذاك جلس على كرسي الداخلية خمس مرات.
مع بداية الديمقراطية كان لمرابط رجل المرحلة شارك فى وضع البرامج السياسية للحزب الجمهوري الديمقراطي الاجتماعي سنة 1991 كا ن عضوا في لجنته التنفيذية و مجلسه السياسي وأُعجب رئيس الحزب الحمهوري معاوية بأدائه الحزبي وأسند له الكثير من المهام الحزبية الصعبة وعندما اكتشف ولد الطايع أنه متخصص فى الشأن السياسي لولاية الترارزه عينه مكلفا بملف اترارزه فكان بوابة الولاية إلى الحزب، وإلى القصر .
كان لمرابط فى جل الإنتخابات وزيرا للداخلية وفى كل الانتخابات كان يتهم بالتزوير الصارخ لصالح لرئيسه وحزبه فكان خصما وحكما .
فى خريف الغضب 2003 زج النظام بالإسلاميين فى السجون وتصاعدت الحملة الإعلامية ضدهم، حدثت محاولة انقلاب الثامن يونيو، فشلت وهرب منفذوها بعدما دمر ولد الطايع دباباتهم .. دبابة دبابة ، قام ولد الطايع بعدها بإقالة الكثيرين ومنهم لمرابط الذي عوقب بالعزل لعدم يقظة قطاعه - الداخلية - إلا أنه فى اجتماع المجلس الوطني للحزب الجمهوري الديموقراطي الاجتماعي الحاكم آنذاك مساء الاثنين 07-07-2003 تم الاحتفاظ به كفاعل في المكتب التنفيذي للحزب مما يعنى أنه لايزال يتمتع ببعض ثقة ولد الطايع، ليعين بعد ذلك فى ديسمبر مديرا عاما للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي.
وفى رئاسيات 2003عين رئيسا لحملة الحزب الجمهوري في " اترارزة" فجاب الولاية شرقا وغربا منبها الجمهور إلى دقة المرحلة داعيا إياهم إلى الإقبال على مكاتب الاقتراع بكثرة يوم 7 نوفمبر والتصويت للمرشح معاوية ولد سيد احمد الطايع، مرشح التشييد والبناء والتقدم والأمن والأمان .
في أركيز خاطبه أحد الشباب :إننا نندد بقوة باعتقال العلماء وإهانتهم وأيا كانت الجهة التي قامت به فقد فعلت منكرا عظيما، إن كان الحزب هو الذي قام به فقد قام بمنكر عظيم، وإن كان ولد الطايع فقد قام بمنكر عظيم وإذا كانت الدولة فقد قامت بمنكر أعظم ..
أما فى أبى تلميت فقد أحضر أحد الحاضرين رزمة من بطاقات التعريف ولوح بها أمام لمرابط وتوعده بأن مجموع هذه البطاقات وغيرها حظ ولد الطايع منها "هو العدم " مادام العلماء فى سجونه الظالمة ..
وفى 29 مارس 2005 أجرى ولد الطايع تغييرا وزاريا على حكومة الوزير الأول اسغير ولد امبارك تضمن استحداث وزارة للنفط و تعيين لمرابط سيدي محمود وزيرا للداخلية .
تصاعد الغليان واحتدم الصراع بين ولد الطايع والإسلاميين وتم إغلاق مؤسسات الإسلاميين وتم إعتقال الكثير من العلماء والأئمة وفي يوم الجمعة 24/06/2005 عقد لمرابط مؤتمرا صحفيا جاء فيه بأن قوات الأمن ضبطت كمية هائلة من الوثائق من إنتاج " الجماعة الموريتانية للدعوة والقتال في بلاد شنقيط " تحتوي على الإرشادات النظرية والميدانية لممارسة الإرهاب بدءا بعمليات التخريب والتفجير وانتهاء بالاغتيالات وعمليات التسميم ،
مضيفا أن قادة إسلاميين ينتهزون فرصة حب الشباب للإسلام من أجل تجنيدهم وضمهم إلى حركات إسلامية متطرفة وجاء على ذكر محمد الحسن ولد الددو، و محمد سيديا ولد أجدود"النووي "،وعبد الله ولد أمينو ، و...
حدث انقلاب 3 أغشت 2005 ولملم لمرابط أوراقه بسرعة ، ظل متمسكا بالحزب الجمهوري وشارك فى مهرجانه الأخير بالنعمة إلا أن صديقه القديم والذي كان تحت وصايته نظريا أيام الداخلية العقيد اعل ولد محمد فال أراد للمرابط دورا آخر ، فتم إنشاء ما يعرف بتجمع الميثاق أو المنسقية الوطنية للمستقلين " مومس " والتى تم اختيار لمرابط رئيسا لها متقدما على منافسه بلاها ولد مكية بنقطة واحدة تتمثل في كون الأخير خارجا للتو من الأمانة العامة للحزب الجمهوري المطاح برئيسه غداة الثالث أغسطس. وتمت تشكلة المكتب الوطنى للمستقلين على النحو التالي :المنسق: لمرابط سيدي محمود ولد الشيخ احمد ، المنسق المساعد: بمبه ولد سيدي بادي ، المنسق المساعد سيدي ولد الداهي ، المنسق المساعد جوب ممادو آمادو ، وقال لمرابط : "إن الدافع من وراء تبني مبادرة المستقلين "هو وعي التجمع لجسامة التحديات وخطورة المرحلة ،الهادف الى تقديم بديل للمواطنين الموريتانيين ،يتمثل في رؤية متأنية لديمقراطية سلسة ،تكرس الوحدة الوطنية ومنفتحة على التشاور أفضل وسيلة للإجماع الوطني الواعي "
وفى 6/2/2007 أعلن لمرابط دعمه للمرشح سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله مؤكدا في كلمته ثقته بأن سيدي ولد الشيخ عبد الله سيكون رجل الحكم المؤتمن الذي سيحقق العدالة الاجتماعية التي يطمح لها الموريتانيون كما أنه الأكثر أهلية لمعالجة إشكالات حقوق الإنسان ومحاربة الفقر مبرزا ثقته أنه سيكون رئيسا لكل الموريتانيين ومطالبا بالتصويت له بكثرة يوم الاقتراع في الحادي عشر من مارس ..
سرت شائعات أنه دعم سيدي بعد صفقة تتضمن انشاء مؤسسة عمومية تدعي الوكالة الوطنية لدعم ودمج اللاجئين، وبتمويل كبير من خزينة الدولة. سيعهد له بإدارتها وستشكل الدعامة التي من خلالها، تنفذ الدولة كافة العمليات المرتبطة بعودة ودمج اللاجئين طبقا لتوصيات الأيام الوطنية للتشاور حول قضية المبعدين. وقالت الشائعات آنذاك أنه سيعين سفيرا فى فرنسا اكراما له على دعم سيدي .
بعد السادس من أغشت و بعد أزيد من اربعة اشهر من الانقلاب ظهر لمرابط فجأة يوم 30 ديسمبر 2008 فى المنتديات العامة للديمقراطية واعتبر حضوره نوعا من المباركة الفرنسية لتلك الأيام التشاورية باعتباره من المحسوبين على فرنسا.
لمرابط سيدي محمود الفتى المدلل ربعة من الرجال بذقن حليق وشارب خفيف يحب أن يلبس دراعة من " سينبلْ " وتيشورت ويحب التجول فى المدائن وسوكوجيم بحثا عن السمراوات بسيارة خفيفة لاتحمل لوحات أرقام معدنية.
رجل مثيرللجدل قيل إن فرنسا كانت وراء تعيينه وأنه رجلها فى موريتانيا كما تتكلم الناس عن علاقته بالمنظمات والدوائر الماسونية ، ويرجع البعض حظوته للغيبيات وأنه مدعوم روحيا من الولي محمذن ولد محمودا والذى كثيرا ما ِريــ ءَ معه ، وقال البعض إن الحظ المحض كان وراءه كما قيل إن معاوية " يدگْدّگْ راصو " على بعض الناس مثل لمرابط و بيجل والشيخ العافية .
- فى بداية التسعينات زار لمرابط " واد الناقه " منسقا للحزب الجمهوري وجامعا الدعم للمرشح لمعاوية وسأل السكان عن مشاكلهم فقالوا نريد كهربة المدينة قال سأبلغ الرئيس مطالبكم ولو أن الكهرباء مكلفة. كان لمرابط يمتطي سيارة " GXR " فارهة " مزالْ إعْليها زازو " قال له محمد عالي ولد دياهي وكان صدّاعا بالحق :" لو أعطيتنا هذه السيارة وبعناها لكفانا ثمنها لإنارة وكهربة الوا د بكامله ".
- بنى لمرابط قصرا جميلا بتفرغ زينه وأثثه من أوروبا فنال إعجاب أحمد ولد الطايع فسأله ذات ليلة أن يبيعه له وإعطاه مبلغا أوليا 150 مليون، ضحك لمرابط قائلا القصر ليس للبيع وفى الصباح قام بتحويل ملكية القصر باسم أحمد ولد الطايع وأرسل له الملكية والمفاتيح.
- يمتلك لمرابط في ضواحي "تنبدغة"منطقة إقطاعية تحتوي على قصره المشيد من المال العام ويتحدث البعض أنه يحتوي فيما يحتوي على صناديق ممتلئة من بطاقات التعريف المزورة عثر عليها بعدإقالته من الداخلية غِبّ انقلاب حنن .
تتحدث الناس عن حفلات باذخة يقيمها على طريق انواكشوط لگوارب " زمن لخريف " تضم المخنثين والمومسات وأهل الفن.
أمواله الثابتة والمنقولة لاتعد ولا تحصى ويمتلك أرصدة كبيرة فى البنوك الخارجية قصوره واقطاعياته وو.........
لمرابط سيدي محمود من أبرز أكلة المال العام والقطط السمان بل هو من تلك القطط السيامية و البورمية المدللة قط دمشقي أثير لعب بالمال العام بلا حساب قد لا أحدثكم عن ثروته ومثالبه فماغادرت نقاده متردما ....
هوالآن يستريح استراحة المحارب ويهيئُ أشرعته لينصبها على الماء فى انتظار هبوب الريح لكن الله لطيف بعباده : " إِنْ يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ عَلَى ظَهْرِهِ "

كامل الود

الخميس، 19 نوفمبر 2009

رائد الصحافة الحرة




حبيب ولد محفوظ


حين رأى الفرنسيون أن مركز " اخروفه " لم يعد آمنا من هجمات المقاومة كانت المذرذره البديل فأقاموا فى " ذات التساقط " سنة 1907 مركزا عسكريا وإداريا ، تقوم المذرذره بين النجد و الغور " العلب والگود" و عرفت قديما باسم الصنگه ويقال إن أصل التسمية الصنگه فرنسي " Cent gas " أي مائة. شخص ، أسس بها الفرنسيون "مدرسة فولانفان للبنين" " Ecole de Garçons M. Follenfant "، التى درس بها أغلب أعيان البلد أبرزهم النائبان أحمدو ولد حرمة وسيد المختار ولد يحيى انجاي .. وشيدوا بها السجن المعروف بـ " كَصُـو " الذى سجن به الكثير من الأعيان أبرزهم امحمد ولد أحمد يوره وكان امحمد ولد هدار يتفيأ ظله صباحا حيث تعلم عليه الشيخ ولد مكي " لغن " ، وإلى مدينة المذرذرة نفت السلطات الاستعمارية الفرنسية الشيخ حماه الله سنة 1926 فقضى بها أربع سنوات وقد نقلوه منها سنة 1930 ، تنقسم مقاطعة المذرذرة في الوقت الراهن إلى خمس بلديات هي: المذرذرة نفسها وبلدية التا گلالت وبلدية ابير التورس وبلدية الخط وبلدية تكنت ، تأسست بها إمارة الترارزة أواسط القرن السابع عشر الميلادي على يد الأميرأحمد بن دمان وعرفت أمراء أفذاذ مثل هدي واعل شنظوره و محمد لحبيب ، وأحمد سالم بن اعلي " بياد " وأحمد ولد الديد ، ظهرت بالمذرذة بها محاظر مهمة كان لها إشعاعها وعرفت قامات علمية سامقة كان لها تأثيرها مثل أحمد بن العاقل وأشفغ لمين ومحنض بابه بن اعبيد ومحمد اليدالي و المختار بن ألما وأحمد البدوي والمختار بن ابلول والشيخ سعد بوه القلقمي .. كما أنجبت أسرا فنية عريقة كأهل مانو وأهل الميداح " أعمر ولد مانو" وأهل انگذي و أهل الببان وأهل اشويخ .. وتعتبر المذرذره هي عاصمة لصقع إيگيدي
و" إِگِـئْـذِ " بالصنهاجية تعني الآبار الطوال بعيدة الماء لينة التراب سريعة الإنهدام وإيگيدي استوطنته مجموعة " تشمشه " منذ قديم الزمان فكان الحاضن لكيانها والمنظم لمنظومة قيمهما المعروفة باتگيدي ،ويتماهي اتكيدي مع الديمين الذى تؤسس له مأثورات منها أن : " استدمين ثلثين منُّ السَّبْلَ و الثلث لَوْخَرْ الاَّ السّبلَ ، ولِمْرُوَّ تَعْكَبْ الصبر , والكذب احرام والحگ ماينگالْ ,و إلِّ گالْ إل فاخلاگ ما يگ فأخلاگُ شِ " ، مالاهي يخْسرْ شِ ويلا اخسرْشِ ما اخْسرْ شِ".
يقال لطبع أهل إيگيدي طبع مُضَّغ القتاد ويقول بداه ولد البصيري رحمه الله لأمر يحتاج التؤدة : " هاذ لابدَالُ من حد گط اسَّـدَّرْ ف " ايروار " يقصد القتاد ، و قد تميزت هذه المنطقة باعتدال المناخ و انتظام المواسم فهي متاخمة للمنطقة الساحلية المنفتحة على المحيط الأطلسي غربا و يحدها من الجنوب نهر السنغال و تطل عليها مشارف الصحراء شمالا فهي متصلة بالمنافذ التي تمر بها المعاملات التجارية و تتوفر فيها تنمية المواشي بأنواعها لما فيها من الماء العذب و الكلأ الطيب و المناخ الصحي و تزخر بغابات القتاد ذات الصمغ العربي و هي أيضا متاخمة للمناطق الزراعية الممتدة على ضفاف نهر السنغال و تستفيد من الممالح المتوفرة بكثرة على المحيط الأطلسي ، ويوصف إيگيدي بأنه على شكل سمكة تمتد من المذرذره و بوسدرة جنوبا إلى إلى تندكسم و تندْ أعمر " احسي السعادة " شمالا ومن تنيخلف شرقا حيث استكف بالغاب العرا إلى بو نبيبيقه غربا إلى تنچغماماچك وآمنيگير في الشمال الشرقي إلى تمغرت في الشمال الغربي ، هو على قسمين في قسمه الشمالي ينبت شجر السيال الطلح و في قسمه الجنوبي ينبت شجر القتاد أيروار و أما من ناحية التضاريس فهو سهل منخفض المستوى تتخلله كثبان ثابتة تفصلها كهوف و وهاد متفاوتة في العمق و الاتساع ,
سيد ولد محفوظ رجل من قبيلة " الگرع " نشأ فى منطقة الساحل وكان من رجال قليلين هم نواة الدرك الوطني الأولى ، قدم إلى إيگيدي واستوطن فى قرية انيفرار " أحسي ميلود " حيث أحياء بني أعمر إديقب من " إدابهم " تزوج سيد ولد محفوظ إمرأة من أولاد أحمد من دمان رزق منها بوم 10 سبتمبر 1960 بطفل وديع سماه لفرط حبه " حبيب " شب وترعرع فى قلب إيگيدي " انيفرار " كان ثلاثي الأبعاد بعد ساحلي الصراحة والتحمل " الگرع " وبعد مغفري قوامه الحيوية والعفوية " أولاد أحمد من دمان " وبعد إيگيدي عمق الغور والرفق وحسن الخلق " إدابهم " ، تزوجت جدته بالشيخ عبد الفتاح ولد الشيخ أحمد للفالي الأبهمي وكان رجلا وجيها فى قومه مهابا واسع التأثير والإفادة في مجتمعه ينصح ويوجه ويسهم في معالجة القضايا وكان ضليعا فى علوم الشرع وكان يعمل فى التعليم النظامي مدرسا فرباه على يده كولده حيث لم يرزق الشيخ عبد الفتاح بالولد ، كان حبيب يتماهى سلوكا وسمتا مع الشيخ عبد الفتاح تماهيا يحسه الوجدان و لاتخطئه العين وقد تلقب بلقبه فكان يلقب بلقب عبد الفتاح " بدَّاح " ، ظهرت على الطفل حبيب مخايل الذكاء وعلامات النجابة و النبوغ ، درس فى مدرسة انيفرار تحت خيمة ، كان معلمه الأول هو الأديب محمد ولد باگا وكان كتابه الأول هو كتاب لاروس " Larousse " الذى جلبه له والده سيد ولد محفوظ ، كان يدرس معه أطفال من أهل " الدوشلية " وكان الطفل حبيب يراهم يذهبون إلى " الدوشلية " التى تبعد عنهم حوالي أربعة كيلومترا ، فيتمنى استغفال " الجد بداح " والذهاب معهم ليرياد ذلك الأفق البعيد فلكم أغرته تلك المغامرة ، مما سيجعله لاحقا يتنقل بين المذرذرة وبوتلميت وبين انيفرار و آشكركط وبوحفره وآبكاك وانياركن والمنار والعارف و امببه وبلشان وجانِ جايْ وبودفيَ وآمنيگير وانْيگننْ وتگرمنت وأبكاك وايكيكَه وانتوطفين وانتوفكت و الگِـلِّي والنمجاط وتنيخلف و بقاس و تنچغماماچك وتندكَسم واسبيخات آوليگات واحسي السعادة والتاگلالت وادوشليّ وباجليلاي وابير التورس و المحرد وانهكارَ و احسي ارحاحله وانبيكت النص و الحرث و احسي ابراهيم و تندغيسات وصولا إلى تگند الجديدة واحسي المختار، شرقا إلى الخط انعيمات واحسي ابيليل والتوفيق إلى برويت غرب ايكيدي: الشارات والرشوش لكراع لحمرو باگوينيتَ وصولا إلى لگوارب إى الكيلومتر 10 و16 والعايدي وانديجه و تنوراتن ولبيرد وانتارش والتوفيق وانولكي وبمبري واعويفي َوامبوس وآمنيدير واحسي عمّار والمبروك وايْشايَ و احسي بلَّ و إنوار و تندهاتَ واحسي ول اندري " المشكور " واحسي الغسالات و الصفا و تيكماطين واحسي اجدعه والخوارة ونبكت لكباش وتگند انخل .. ، فى نهاية الستينات انتقل حبيب إلى المذرذره لإكمال دراسته ، نجح فى " le concours "مسابقة دخول السنة الأولى من الإعدادية فى شهر يونيو 1972 ، وانتقل إلى انواكشوط و درس فى إعدادية البنين بالعاصمة فكان ظاهرة فريدة لازال رفاقه يذكرون ذلك الطفل الظاهرة والذى كان يأخذ العلامة الأولى فى الأدب والأخيرة فى الرياضيات ، ذلك الفتى الذى كان يكتب عشرات السطور دون أي خطإ إملائي واحد ويقرأ قصائد عدة دون أن يلحن ، كتب ذلك الفتى مقالات كان منها مقال أكثرمن رائع نشر فى ملحق يومية الشعب بعنوان رسالة إلى جمل " " Lettre à un chameau ، وكان الأساتذة يلقبونه " فيكتور هيكو " فى السنة الثالثة إعدادية كتب قصيدة حازت على إعجاب الأساتذة وأدرجها المعهد التربوي الوطني ضمن المناهج الأدبية المدرسية ، أنشأ مع زملائه أحمد ولد علي ، ألمين ولد محمد باب ، محمد فال ولد عمير جريدة حملت إسم " Al Anba " والتى وإن كانت جريدة مدرسية إلا أنها حققت انتشارا واسعا فى الأوساط الثقافية
فى يونيو 1976 حصل حبيب " بَدَّاح " على شهادة ختم الدروس الإعدادية " brevet " بإمتياز ، ودخل الثانوية الوطنية ليحصل بعد ثلاث سنوات على شهادة الباكالوريا فى الآداب العصرية الشعبة المزدوجة بتفوق وحصل على منحة دراسية لدراسة السينما فى " آلما – آتا " بكازاخستان رفض " بَدَّاح " تلك المنحة ودخل المدرسة العليا لتكوين الأساتذة " ENS " وتخرج منها بعد سنتين بدبلوم الكفاءة وعين أستاذا فى مدينة لعيون كانت سنوات العيون الأربع فرصة لـ " بَدَّاحْ " ليكتشف البعد الرابع من ثقافة البظان ثقافة " الشرگ " تلك الثقافة الثرية بمدارسها المختلفة ، عرف الأمكنة والأزمنة والتاريخ ومافتئ يعد تلك التجربة من أغنى تجاربه
سنة 1987 حول " بداح " إلى انواكشوط ، ثم انتقل للتدريس فى انواذيب وفى سنة 1988 كتب فى مجلة موريتانيا الغد " Maurtanie-Demain " سنة 1991 مع بداية العهد الديمقراطي بدأولد الطايع باستمالة رؤساء القبائل وأعطى كل رئيس سيارة دفع رباعي من نوع تويوتا كتب " بداح " عن ظاهرة " Toyotaya " تويوطايع ، تم نقله سنة 1991 من انواكشوط إلى أطار ، فى نفس السنة تم إنشاء صحيفة " البيان – al bayane" استدعى الأصدقاء " بَداحْ " فكان على وعد الهوى جسورا صدع بالحق وجعل الدكتاتورية على السفود ، حين اتخذ ولد الطايع شعار :
"le changement dans la stabilité " التغيير فى ظل الإستقرار ، كتب حبيب ساخرا عن :
le changement dans la stayabilité .
غادر " بَدّاح " البيان " مع زملائه بعد أن تراجع مديرها آنذاك عن الخط التحريري الذي انتهجوه منذ البداية وأسس " فى يوليو 1993 صحيفة " القلم - le Calame " واسعة الإنتشار والتى اشتهرت من خلال عموده الأسبوعي " موريتانيد - Mauritanides " منعت القلم من النشر ثلاث مرات وتمت مصادرتها 34 مرة ، فلم يزد ذلك أهلها إلا إصرارا على مقارعة الظلم والإستبداد ، نال حبيب سنة 1995 جائزة حرية التعبير من قبل " تريبيون" فى جنيف " سويسرا "
يقول الإمام بداه رحمه الله عن ولد عدود رحمه الله : إنه فتىً ماشئتَه ، وحبيب ولد محفوظ رحمه الله فتىً ماشئتَه ، تشبع حدثا بأخلاق أهل إيكيدي فكان مرهف الحس موطأ الأكناف حسن السجايا عبقريا لايعيد نفسه بل كل يوم يأتي بجديد كان منجما من النبل والوداعة و كان ضليعا فى لغة موليير أوتيّ ملكوتها وعرف أسرارحروفها وغريبها فكان ينام ملئ جفونه عن شوارها في حين يسهر الخلق جراها ويختصم كان يمتلك فى كتاباته أسلوبا يجمع بين بلاغة الشاعر ودقة الفنان وسخرية الناقد ، فكان يكتب السهل الممتنع من لغة القوم وكان ضليعا فى الفلسفة والتاريخ والأدب وثقافة البظان كان موسوعة بمعنى الكلمة يحفظ " إغنَ ولد أحمد يوره " وولد حامد وول مكي و ...
كان معاوية رغم استيائه من كتابات حبيب يحرص على قراءته كما يقال وله طقوس خاصة كان يبعث مدير تشريفاته ملعينين ولد التومي لجلب " القلم " يجلس على مكتبه يضع علبة سجائر " الدنهيل " ويطلب قهوة ويجلس يدخن فى صمت ويمتص بأهدابه انحناءات ريشة " بَدَّاح" يقطب أحيانا ويغرق فى الضحك أحيانا ويتمى لو طال المقال .
كان حبيب فى مقاله " موريتانيد " كثيرا ما ينتقد ولد الطايع بأسلوب مضحك على أساس أن شر البلية مايضحك _ ومثلك يؤتى منِ بلاد بعيدة = ليضحك ربات الحداد البواكيا ، يتحدث عن ولد الطايع وهو يدخل إلى مطعم " افريسكو" وهو مطعم لبناني يقع جنب المركز الثقافى السوري فى العاصمة قبل انتقاله إلى تفرغ زينه فى التسعينات يتناول ولد الطايع وجبة الفطور .. ، عندما يتحدث ولد الطايع عن موريتانيا وازدهارها يكتب حبيب : أن هنالك موريتانيا أخرى موازية لا نراها؛ ربما هي التي كانت تعنيها قيادتنا الوطنية .. ، ويقول إن الحزب الجمهوري كان أقرب للحزب الوحيد في الأنظمة الشمولية، ولم يكن من المستغرب أن تماثل تركيبته وقاعدته التنظيمية قاعدة وتركيبة " حزب الشعب الموريتاني " و "هياكل تهذيب الجماهير" ولعل تشابه هذه السمات جعل له خاصيتين ينفرد بهما، هما :- كونه قد سبق وجوده ماهيته "على لغة الفلاسفة الوجوديين" - وكونه الحزب السياسي الوحيد في العالم الذي لا يقوم بعمل سياسي " باعتباره حزب السلطة " ، كان يسخر من ظاهرة عدم الإستقرار السياسي ويطلق على تعاقب الرؤساء " الرؤساء الرحل " على غرار البدو الرحل ، من مقولاته : إن الوزير عندنا لا بد أن يكون شخصا نكرة حتى يطمئن سيده ، وقولته المشهورة : "الحرية لا تبلى إلا إذا لم تستخدم".
كثيرا ما ضحك " بداح من حوارذلك الرجل مع الرحالة الفرنسي " سانت اكسبيري " الذى زار المنتبذ القصي فى نهاية الثلاثينات من القرن الماضي وبسبب عطب فني اضطُر لإنزال طائرته في عمق صحراء المنتبذ القصي وبعد فترة من الوحدة والإنتظار مر عليه رجل على دابته متجها لجلب الملح آنسه وقام بمساعدته إلا أن اكسبيري لاحظ أن الرجل لم تثر الطائرة اهتمامه فقال له مزهوا : هل تعرف أني بهذه الأداة الضخمة أطوي من المسافة في ساعتين ما تحتاج أنتَ لقطعه إلى ستة أشهر؟ حينها رد الرجل دون كبير اهتمام بالطائرة:
- وفي بقية الأشهر الستة ما ذا تفعل ؟ - ذلك ما يسميه الباحث "تيودور مونو" "الزمن الكوني " زمن المنتبذ القصي - وفى البحث عن الطريقة التى تفاهم بها الرجلان فإن سانت اكسبيري لا يُرجَّح أن يكون يعرف العربية = الحسانية ومن هنا فالراجح هوأن يكون الرجل يعرف الاثني عشر فعلا التي يقول " بَداحْ " إنها كانت ميزة ظهور الفرانكفونية الموريتانية وسببا أصليا في سوء تفاهم أوربي موريتاني مستديم؟
حبيب هو رائد الصحافة الحرة فى المنتبذ الفصي وكان يملك مقومات الريادة من الجراءة والتواضع والصدق وكان أبا الصحافة الحرة وحاضن جيلها كان يأخذ بيد الجميع ويعلم الجميع ويضع معالم الطريق على درب الحرية
حين أمعن نظام ولد الطايع فى مضايقة الفنانة المعلومة بنت الميداح أنشأ حبيب " نادي أصدقاء المعلومة " ضم المحامى لو گورمو و حبيب ولد همت والكثير من المثقفين وقفوا مناهضين لظلمها مناصيرين لها مما شكل دعما معنويا كبيرا لها ، وقف حبيب من أحداث 1989 موقفا عادلا ووقف ضد تعذيب السجناء السياسيين وتصفيتهم وناصر جميع القضايا العادلة
لم ينل حبيب حقه من التكريم فى بلده رغم أنه كرم فى الخارج أكثر من مرة بل الأنكى والأمر أن يساء إلى ذكراه بوسم موقع للبشمرگه محسوب على محسن ولد الحاج بإسم عموده الخالد " موريتانيد " لكن ليس كل سمي مثل سميه ، يجب جمع أعمال الراحل وترجمتها وإنشاء جائزة بإسمه أو تسمية جامعة أو حتى مدرج بإسمه على الأقل .
لقد قررالإتحاد الأوروبي بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة الذي يحتفل به في 3 مايو من كل عام منح جائزة لحرية الصحافة وتعزيز الديمقراطية تحمل إسمه , تمنح لكل صحافي موريتاني.يساهم بشكل ملموس في تعزيز حرية التعبير والديمقراطية في المنتبذ القصي ، وتتشكل لجنة التحكيم من كل سفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية للإتحاد الأوروبي لدى نواكشوط ، هذه خطوة تذكر لهم فتشكر .

فى الساعة العاشرة والنصف مساء الخميس 31 أكتوبر 2001 أسلم حبيب ولد محفوظ الروح بعد معاناة مع المرض فى مستشفى الرب فى باريس ، وبرحيله فقدت موريتانيا أحد ألمع أبنائها وخسرت الصحافة الحرة أحد أهم أساطينها ، خلف المرحوم حبيب من زوجته تغلة بنت اعبيد اللَّ ثلاث بنات هن : توت و بد وكلثم
ستحدثهن أمهن بلا شك كيف كان والدهن رحمه الله

كامل الود
 منقول عن موقع المشهد الموريتاني

الأربعاء، 18 نوفمبر 2009

مدونة الرش1تنشر لقرائها الكرام سلسلة مقالات الفارس الملثم اللذي طالما تعقب خطي أكلة المال العام وفضحهم علي حقيقتهم XولY


سيدي عالي ولد بلعمش



يقول الدمشقيون إن الياسمين إحتلم ذات ليلة فكانت دمشق ،
وذات ليلة بائسة من خمسينيات القرن الماضي تزوج عسكري علوي يدعى المختار ولد بلعمش بإمرأة من قبيلة " الرعيان " أفرغ فيها مرارة أيامه فتجسدت مرارة الأيام شتاء سنة 1959 فى مدينة "النعمة " طفلا هزيلا أطلقوا عليه مجازا سيدي عالي ترعرع بين خيام أهل ابنيجارة ونجوع الرعيان فقير الأرومة والمنبت .
قذفه يمُّ الفقر فى الحوض إلى ساحل الضياع فى انواكشوط لتبتلعه أزقة مدينة R ومدينة G ومدينة 3 ومدينة بطوارْ و مدينة سيداتي و زهرة المدائن " مدينة بوش " تسكع يمتهن " إسْگـاطَ " بين المدائن كان يشاهد سمراوات المدائن وهن يزججن الحواجب ويكحلن العيون ويلبسن أكسية الإضريج والشرعبي ذا الأذيال ويحملن مجلات " الفوتو روما " فيتمنى لفرط خذلانه لوكان البطل " فرانكو گـاسْبارِي " عاش عقدة مدينة بلا قلب كمدينه عبد المعطي حجازي ، اختلف إلى المدرسة 8 وخيار وإعدادية البنين والثانوية الوطنية و انخرط فى الكادحين حين استجاب استجابة غير واعية لخطاب تلك الحركة وذلك فى أوج المد اليساري فعرف رأس المال و الكتاب الأحمر و صيحة المظلوم ، وعرف أسماء مثل كارل ماركس وهوشي منه وماوتستونغ وارنستو تشي غيفارا و فيدل كاسترو والرفيق سيد محمد ولد سميدع والمصطفى نجل الدمين وعمال ازويرات و ..
وعرف أسماء موازية مثل النقيب " مَمَيْ " وعبدو اللاَّيْ سي" لحْرُورْ" و بكار ولد أعلي قنوه وأواه ولد لوليد ومحمد ولد خيار وولد حيماس و .. ، عاش انقسام الحركة الوطنية للكادحين بين ميثاقيين ورافضة .
ذهب إلى الإتحاد السوفياتي ليدرس القانون والدراسة فى لاتحاد السوفياتي لشدة القر تحتاج قدحا وضمة ياسمين ولولا القدح والضمة الظاهرة والمقدرة لقضى من الصقيع .
فى 27/2/1985 عين فى الإمارت فيما يعرف بــ " إبَّليسْ قطرْ " شرطيا تحت الر قم 13068 عمل بالنجدة ثم بالحراسات فتقاذفه الخفارات ، كان منزويا خجولا له صديقان : محمد ولد محمذن فال الملقب " صُوگـُوفّارا " والإمام باي الشيخ ، تحمعه بالأول قواسم مشتركة تتعلق بتسكع قديم فى أزقة المدائن والكدحة وأشياء تتعلق بالعقيدة وانتجاع ذات النجع الفكري فكلاهما حسب مقربيه رث العقيدة مَعَريّ الفلسفة ، وتجمعه بالثاني علاقة تفاهم وجيرة تعززت حين سكن سيدي عالي خلف " سوبر ماركت شاهين " فى بني ياس قريبا من الإمام فكان يقتات من فتات الأخير
كان يؤجرعلى شارع ألكترا فى عمارة " "Venice Laundry" فى الطابق التاسع غرفة صغيرة مع حمام مشترك كان يجلس علي كرسي يشعل سيجارة من أخري يحتسي ويكتب ويرسل مقالات لجريدتي - الإتحاد - والخليج ، وكان قارئا نهما ، انتقل من شارع ألكترا وسكن فى " بني ياس " وتحدث البعض أن روسية قديمة تزوجها أيام الإتحاد السوفياتي تسكن معه وتحدث البعض عن علاقاته بالحبشة والعمارات السبع وكثيرا ما ريــ ءَ وهو يلبس بدلة ويضع ربطة عنق ويتجول بين الفنادق وكان يرتاد كثيرا حسب البعض فندق " زاخر " سيئ السمعة والذى يرتاده السكارى وقد شاع عنه ولعه بابنة الكرم .
فى 10/ 4 / 1999 تم إنهاء خدمات سيدي عالي لعدم كفاءته في العمل وغادربعد الفصل الإمارات فى ظروف يكتنفها الغموض يقول البعض إنه هرب حين بادر بأخذ سُلفة من المشرق ويقول البعض إن خدماته أصلاً تم إنهاؤها لأسباب صحية والبعض يُعدد أسبابا أخرى المهم أن الرجل غادر ..
عاد الرجل إلى المنتبذ القصي وبما أن الصحافة هي عمل من لاعمل له فى المنتبذ خاصة فى ظل غياب مؤهلات المهنة فى بلد لاتحتاج المهن فيه لسيرة ذاتية فقد تسكع سيدي عالي على أرصفتها كدأب من سبقه من أوغاد المحبرة وما شيخنا ولد النني منا ببعيد فى المنتبذ القصي جاءه صديقه باي الشيخ فأنشأئا صحيفة " الأولى " ومع مجيئ المؤتمن وجد فيه سيدي عالي ضالته حيث جلبه صهر ختو الإمام باي الشيخ إلى عالم ختو بنت البخاري :
وهناك لقي صديقه القديم - الأمين العام لهيئة ختو بنت البخارى الخيرية - " صُوگـُوفّارا " وتحرك الشوق القديم لمدينه بوش وذو الشوق القديم وإن تعزى مشوق حين يلقى العاشقينا فعمل الثالوث فى بلاط صاحبة الجلالة والسيدة الأولى ، ليلتحق بهم وغد رابع هو محامي هيئة ختو بونن ولد اعثيمين والذى انقلب عليها بعد 6 غشت ليتلاسن المرجفان سيد عالى وول اعثيمين ولسان حالهم ليس الشفيع الذى يأتيك مأتزرا مثل الشفيع الذى يأتيك عُريانا .
عمل سيدي عالي مسؤولا إعلاميا فى هيئة ختوبنت البخاري الخيرية وكان لايبرح مقر الهيئة الكائن فى المقر السابق لعيادة طبيب أمراض النساء حمِّينْ " ابن سيناء " قرب " ابيتيگـْ كسكسْ " فاتخذه مقرا دائما لقربه من بائع " ilot :v " ولكونه مصيدة ماثلة فى قلب العاصمة ولكونه مكانا هادئا خاليا مناسبا لممارسة جميع الهوايات .
سيدي عالي رجل قبلي الجِبِلة جهوي حتى النخاع هلامي الطبع ، اناني النزعة، شوفيني ، يعاديه نصف المجتمع و يعادي هو نصفه الآخر ومع ذلك يضع نفسه حكما ، حين تراه توقن أنه من فلاسفة القرن الثامن عشر فهو ساهم الطرف شارد الذهن منفوش الشعر يذكرك بصورة الفيلسوف فريدريك نيتشه .
مسكون بكراهية عمياء لكل ما يمتُّ للمختار ولد داداه بصلة ولايفتأ يسِمه بالعمالة لفرنسا وأنه صنيعتها ، يؤمن سيدي عالي بنظرية المؤامرة حدَّ الهوس ويرى أن جميع مآسي العالم سببها فرنسا فلو قلت له إن قطارا انحرف عن سكته فى الهند لقال لك إن السبب هو فرنسا وعمالة ولد داداه
ـ يقول بيرنارد شو : "الرجل الخسيس ينتقم لخسته من الرجل الشريف"
و هذا ما نقرؤه في أبهى تجلياته من هجوم سيدي عالي الكاسح على الرئيس المختار ولد داداه الذي لم يستطع أن يجد في تاريخه ما يستدل به على ما يسوق عنه من أباطيل فلم يتورع عن حشوها بما طاب له من اتهامات مجانية لا تستند إلى شيء .
كتب سيدي عالي عن المختار ولد داداه :
" .. و من المفارقات اللافتة للانتباه أن الفرنسيين لم يستطيعوا فرض الرجل في مدينة مولده و عاصمة فتوى الخيانة الأولى التي حولت جريمة المستعمر إلى فتح عظيم. ـ كان على الفرنسيين لتسويق المختار ولد داداه أن يذهبوا بعيدا إلى مدينة شنقيط التي تجهل قصته : كان المختار ولد داداه يحمل كل صفات الرجل المطلوب لتمثيل فرنسا في موريتانيا بعد رحيل أساطيل إمبراطوريتها من إفريقيا : درويش غامض الشخصية ، مستعد لكل شيء ، بارع الحيلة ، بارد الطبع ، مائع التفكير و يتمتع بما تحتاجه المؤامرة من دهاء و استعداد و براعة في التمثيل !.. "
لست أدافع عن ولد داداه لكنني أرى أن الرجل لم يتروع ولم يتق الله لافى المختار ولا فى أهل الشيخ سيديا ولا فى بوتلميت ..


كتب سيدي عالي :
" .. و تماديا في العار يبحر بنا ولد ابريد الليل في استهلال آخر ، خلط فيه الحابل بالنابل ... أجهد نصوصه و أجهض أفكاره بتحميل المشهد ما لا يحتمله بحثا في "تلك العصور البعيدة" عن عزة نفس لم يتوفق في نسج خيوطها بين مهادنة اترارزة التي حولها إلى بطولة أسطورية في عشرات السطور و استشهاد بكار الذي ضن عليه بسطر ليكون الشهيد العظيم الأمير بكار ولد اسويد أحمد الذي عاش على الخط الأمامي للمواجهة هو من "فوجئ" كالنائم تحت الشجرة ؟ و لا يذكر لنا ولد ابريد الليل أن إمارة الترارزة هي من قدمت ألف جمل و ثلاث كتائب للمستعمر للقضاء على المجاهد الكبير الأمير المظفر بكار ولد اسويد أحمد !.. "
التعليق متروك للقارئ على هذه النماذج من شوفينية الرجل
حين وصف المحامي محمدن ولد الشدو انقلاب 1978 بالمشؤوم ثارت ثائرة ولد بلعمش ونطح الجبل العالي ليوهنه ولم يشفق على الرأس فى محاولة النيل من الجبل ، وحين تطاول القزم ولد إعثيمين على ولد بدر الدين وولد مولود ذات جدلية إديالكتيكية رد ولد بلعمش على ولد اعثيمين :
" .. تناطح قمما شامخة مثل ولد مولود و ولد بدر الدين في ميدان أمضوا فيه عمر تزلفك و تشهر بنفسك أمام جمهور يعيشون بينه بكل أمجاد التاريخ، لإرضاء جنرال مزور لا يستحق رتبة عريف سيرحل قبل أن يجف حبر ارتزاقك ؟ .. "
فكم ياترى أمضى ولد الشدو فى ذات الميدان على مدارج الحرية يا سيدي عالي ؟ لاشك أنه أكثر من عمرإرجافك


برز خلال الأزمة الأخيرة ينظر للوهم ويروج للمغالطات ويهول الصغائر وأرعد وأزبد وتمنى الصواعق لنحصد فى نهاية خريف غضبه مرارة وصدمة ليست هي ما كنا نبحث عنه بكل تأكيد ، كتب فى آخر مقال قبل الإنتخابات أنه إذا نجح داداه أو عزيز فإنه سيهاجر عن المنتبذ القصي ، واليوم عاد كأن شيئا لم يكن بكتب عن فرنسا ومآمراتها ويسب داداه فى قبره ويبحث عن شيئ يشربه فتجيبه دمشق :
إشرب دموعك .. فالدموع شرابُ
ولم يأت وقد "نجح "عزيز على خبر الهجرة عن المنتبذ القصي .
تلك نتف من سيرة رجل نزق يعد نفسه صانعا للرأي العام وموجها ومعلما للأجيال ويكتب بكثير من الوعظ لكن :
كامل الود

الأربعاء، 21 أكتوبر 2009

من أدبيات أحمد مطر النثرية


لأحمد مطر الشاعر العراقي - بعض النثريات الأدبية التي لا تقل جمالا ولا نقاء عن شعره الذي طبق الآفاق .
وسأحاول إن شاء الله أن أجلب بعض تلك النثريات التي هي عبارة عن قصص قصيرة تعالج الواقع العربي من الداخل .

البطّة التي ماتت من الضحك

عثر رجل فقير على (بيضة)، وعلى الرغم من كونه جائعاً جداً، فإنه امتنع عن أكلها، واستخدم الذرّة الوحيدة الباقية من عقله لاستعادة الحكمة الصينية القائلة بتعلم الصيد بدلاً من ابتلاع السمكة المهداة من الصياد.
قال لنفسه: ليس عندي أكثر من وقت الفراغ، ولذلك سأجلس فوق هذه البيضة إلى أن تفقس، وكل ما سيأتي منها سأتبناه.
وفكر في الأمر على النحو التالي: إذا كان الوليد فرخ دجاج فسأطعمه أفخر أنواع الديدان ليكبر ويصبح دجاجة سمينة تبيض لي بيضاً كثيراً آكل بعضه وأبيع بعضه الآخر للملحنين ليسلقوه ويقدموه أغاني شبابية.
وإذا تبيّن انه ديك فسأبيعه لأحد أحزاب المعارضة ليتخذه رمزاً له، كأن يضعه فوق مزبلة لكي يصيح، فالديك مثل تلك الأحزاب تماماً، يؤمن بأن الشمس لا تشرق إلا استجابة لصياحه.
وإذا تبيّن أن الوليد أوزّة، فسأهديها لأحد معسكرات الحركات التصحيحية من أجل أن يتدرب القادة على (مشية الأوزة).. أمّا إذا كانت من تلك الأوزات التي تبيض ذهباً، فستصادرها السلطة مني، وستعطيني بدلاً منها وساماً من النحاس، وهو كل ما ينقصني في هذه الحياة.
وإذا تبيّن أن الوليد أفعى، فستلدغني قبل أن أتبنّاها، وعندئذ سأدخل الجنة باعتباري من شهداء العمليات الجهادية (المتترّسة) كأيِّ واحد من أطفال العراق السعداء.
أمّا إذا كان الوليد سلحفاة، فسأهديها إلى وزارة الاقتصاد، من أجل دفع عجلة التنمية، وبذلك سأكسب الأجر والثواب، إضافة إلى تنمية ثوبي برقعة جديدة.
بعد أسابيع من جلوسه فوق البيضة، فقست عن بطّة صغيرة جداً، وبرغم مرور أشهر على خروجها من القشرة، بقيت البطّة ضامرة وبائسة مثل كرة مضرب. وتبيّن للفقير أنها معاقة وعاقر وحولاء أيضاً ولا تعرف السباحة على الإطلاق، لكنّها، والحقّ يُقال، كانت تستطيع أن تقول: (واك).
رضي الرجل بقسمته صاغراً، وقال في نفسه: إنها ابنتي على كل حال، وإذا أنكرت بنوّتها فإنني لن أهنأ بأكلها لأنها أقلّ من لقمة. وعليه فإنني سأبقيها معي لكي تؤنسني.
ولم يدر الرجل ذو النية الطيبة بما تخبئه له الأقدار، فما أن سمعت وسائل الإعلام بخبر البطّة المعاقة الحولاء، حتى هبّت جميعها في منافسة حامية من أجل توقيع عقود عمل معها.
وفي النهاية فازت فضائية (آكلك منين يابطة) بتوقيع عقد مع الرجل تدفع له بمقتضاه مبلغاً ضخماً من المال، مقابل أن تحتكر طلّة البطلة المعجزة على شاشتها (حصرياً) كقائدة للتغيير، من خلال تقديمها للبرنامج الاجتماعي الهادف (أكاديمية البطّ).
لكن المحطة نبّهت الرجل إلى أنه ليس بالـ ( واك) وحده يحيا البطّ ، وأنّ شرط المذيعة الناجحة هو أن تضحك عند إطلالتها على الجمهور.. حتّى لو كانت تذيع خبراً عن مصرع مائة طفل بانفجار سيارة مفخخة. وأبلغته بأنَّ القناة تضع مسألة الضحك، في هذه الحالة، ضمن بند (شر البليّة).
وأمام هذا الشرط اضطرّ الرجل إلى تدريب البطّة على الضحك، لكي تستكمل المؤهلات الضرورية للنجاح الفني، خاصة أنها جاءت إلى الدنيا وكلّ مؤهلاتها الأصلية معها: عارية.. وتهزّ.
ظل يكرّر عليها صبح مساء: (قاه قاه قاه).. وبعد وقت طويل وجهد جهيد تعلمت كيف تضحك. لكن لأنها معاقة وغبية وحولاء، فقد تعلّمت أن تضحك بالمقلوب: (هاق.. هاق).
وقد كان هذا نذير كارثة لم تكن في الحسبان، إذ لم يمض زمن حتّى سمعتها إحدى الحركات الجهادية، فاختطفتها على الفور، وحكمت بإعدامها لأنها سكرانة !
وفي مفاوضة يائسة حاول الرجل إقناع هيئة عملاء المسلحين - التي كانت تتوسط بينه وبين المجاهدين - بأنّ بطته عندما قالت (هاق هاق) لم تكن سكرانة، لكنها غبية تضحك بالمقلوب.
ولم تصل المفاوضات إلى نهاية طيبة، ذلك لأن الضحك في مفهوم المجاهدين لم يكن أقل إثماً من السكر!
وعلى الفور قامت المجموعة الخاطفة بذبح البطّة، وأرسلت شريط ذبحها إلى فضائية (الذئب الوديع).. لكن الأخيرة امتنعت عن عرض الشريط، لأنه، حسب تصريح الناطق باسمها، يصدم المشاعر الإنسانية، ويحرّض على قتل البطّ ، الأمر الذي يعتبر خروجاً على القواعد المهنية !

الاثنين، 19 أكتوبر 2009

موريتانيا ورحلة الفراغات



موريتانيا ورحلة الفراغات

بقلم: أحمد ولد جدو



منذ أستقلال الدولة الموريتانية الحديثة لم تعش موريتانيا في تاريخها السياسي حقبة ديمقراطية إلا في فترة واحدة . وهي ما تسمي بالزمن الجميل, فترة أب الأمة الموريتانية المختار ول داداه, بغض النظر عن فترة الرئيس المؤتمن التي كانت أقرب إلي الديمقراطية أو بصورة أوضح ... شبه الديمقراطية..
فبالرجوع إلي فترة الأستقلال وبداية ميلاد الدولة بعد مخاض عسير و بفضل جهود الأب الحنون بدأت موريتانيا بفئة من رجال هذا الوطن, وكلهم يرسم رسما كاريكاتيريا في خياله لدولة لا تمتلك أبسط مقومات البقاء, لكن الشعب لم يتفهم مفهوم الدولة, إذ ينحصر تفكيره علي الحيز القبلي الضيق,, لكن الرئيس المختار ول داداه ظل يناضل و يؤمن ببناء هذه الدولة, فنجح بوضع اللبنة الأولي, لكن الأبناء خانوه وحين اشتد ساعدهم رموه....
تغير كل شيئ وصار كل من هب ودب ينهش في جسم الوليد الذي لم يفتأ بعد, توالت الأنقلابات العسكرية وكلها تعد بجنة الخلد..
كان الشعب المسكين الذي يقبع في الجهل والفقر والتخلف لا يعبأ لشيئ, يكتفي فقط بالأسعافات الأولية التي لا يصل إليه منها إلا الفتات المتساقط وراء المتحكمين في أمره الواصلين إلي تلك المرتبة بفضله...
كانت هناك القلة التي تؤمن بالنضال, فمنهم من أسكت بعرض من الدنيا ومنهم من أسكت بقطع لسانه,,
عرفت هذه الأعوام بعصر الغياب الديمقراطي, إلي أن بدأ عصر شبه الديمقراطية أو الديمراطية الدكتاتورية التي بدأت عام 1991 والتي أبتدعها العقيد معاوية ول سيد أحمد الطايع,
لكن الطامعين الذين يبحثون عن موضع قدم علي جسم هذا الوطن لم يرضو بالنصيب الذي كان يرمي إليهم من أشلاءه, فقادو أنقلابا عسكريا أو تصحيحا علي حد قولهم, وبذالك أنهو حقبة العقيد التي دامت أكثر من عقدين من الزمن,, ونقف علي أكبر إنجاز في هذه المرحلة وهو تعديل الدستور بما يواكب بعض تطلعات الشعب, كتعديل فترة الرئيس...
بعد ذالك تم إجراء أنتخابات نزيهة علي مستوي صناديق الإقتراع فقط, لكن علي مستوى شراء الذمم ورشوة رؤساء القبائل والكثير من التجاوزات التي يقف ورائها العسكر الذي لم يقبل الإنسحاب وطي صفحته السوداء..
وصل الرئيس المؤتمن إلي سدة الحكم وسط إشادة دولية بالتجربة الموريتانية الوليدة, ووسط تساؤلي داخلي ....كيف وصل هذا الرجل إلي القصر الرمادي......
شهدنا في هذه المرحلة حرية في التعبير لم يشهدها العالم العربي في يوم من أيامه صاحبتها أزمات إقتصادية خانقة وتردي المستوي المعيشي لدي المواطنين, وشهدنا أيضا البرلمان يقوم بدوره بشكل بطولي الذي تعودنا علي أنه...لايري...لايسمع...لايتكلم,
عشنا تلك المرحلة بإستغراب وكأننا في حلم وردي, لكن الحال لم يستمر..........
عادت موريتانيا كعودة حليمة إلي عادتها القديمة,,,,,,,,,,
أنقلاب عسكري يقوده الجنرال محمد ول عبد العزيز الذي كان يعتبر الفاعل الاساسي في الأنقلاب قبل الأخير والفاعل الرئيسي في وصول الرئيس المؤتمن إلي الحكم,
كان عام تناقضات والشارع الموريتاني المتنبأ دائما بالأحداث خانته فراسته هذه المرة,,
بدأت الأزمة السياسية تجتاح البلاد إلي أن وصلت إلي حد نزول المتظاهرين إلي الشارع كنوع من الأحتجاج لأول مرة علي السلطة لأننا تعودنا علي مسيرات الدعم والمساندة لفخامة رئيس الجمهورية, ظلت نار المظاهرات مشتعلة والمجتمع الدولي يهدد بالعقوبات إلي أن وصل أطراف الأزمة إلي حل في دكار عاصمة السنغال الدولة الشقيقة بعد تجاذبات عديدة وبعد فشل القذافي في حل الأزمة قبل ذالك..
نظمت الأنتخابات ونجح رئيس الفقراء كما كان متوقعا وكأننا في دراما مكسيكية ينتصر البطل فيها في الحلقة الأخيرة...
مسك ول عبد العزيز زمام الأمور ووعد بالقضاء علي الفساد..والفقر..والجهل..والتخلف..ووعد بصنع موريتانيا الجديدة......طرق معبدة...ناطحات سحاب ......الخ
لكن الحال لم يتغير والفساد مازال مستشريا في أموال الشعب الذي يعيش الفقر المتقع, الفقراء يزدادون فقرا والأغنياء يزدادوون غني...فهل نسي أو تناسي الذي من سمي نفسه رئيس الفقراء الشريحة التي حمل لقبها ووعدها بتغيير شكلها ولو قليلا,
الشريحة الأهم في المجتمع رجال المستقبل,,,الطلاب,,,,يعيشون حالة أنتظار المجهول لا تعليم.....لارعاية.......لاأهتمام......لاتوظيف.......الخ,
إلي متي........؟؟؟؟؟
لابد للرحلة من نهاية ولو دامت لغيرك ماوصلت إليك..,
أحمد بن جدو....طالب جامعي